من المعروف عن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أنه خطيب مفوه كما أنه يشارك بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي لذا فإن صمته المدروس تجاه مزاعم فساد والمتاجرة بالنفوذ الموجهة لحزبه، دفع ألسنة أخرى للكلام.

وخلال حملات الدعاية الانتخابية العام الماضي سخر مودي من سلفه مانموهان سينغ ووصفه بأنه "مانموهان الصامت" بعدما توارى سينغ عن الأنظار فيما غرقت حكومته في الفضائح.

والآن بدأ كتاب المقالات يسخرون من مودي بوصفه "مودي الصامت".

ولا يبتعد مودي قط عن الأنظار فهو يكتب عشرات التغريدات على تويتر والتعليقات على فيسبوك بين كل مناسبة عامة وأخرى، وحتى عندما يكون بالخارج مثلما فعل عندما شارك في قمة لقادة العالم النامي في روسيا هذا الأسبوع.

لكنه لم ينطق بكلمة بشأن الجدل المحيط بحزبه بهاراتيا جاناتا على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية فيما يتصل بمساعدة قدمها رئيس وزراء ولاية راجاستان لأحد أقطاب رياضة الكريكت، بالإضافة لوفيات مرتبطة بفضيحة غش في الامتحانات.

وتطالب المعارضة باستقالة مسؤولين، ومن المرجح أن تستغل القضايا في وقت لاحق هذا الشهر لتعطيل جلسة في البرلمان يأمل مودي في استغلالها لتمرير إصلاحات مهمة على قوانين الضرائب والأراضي.

وقال سوابان داسجوبتا وهو محلل سياسي له صلات بحزب بهاراتيا جاناتا إن صمت مودي لا ينبغي أن يفاجئ متابعيه، لأن رئيس الوزراء له باع طويل في تفادي القضايا المزعجة.

وقال داسجوبتا "يفضل (مودي) أن يخوض معارك في مجالات يختارها هو. هذه الاستراتيجية تنطوي على مخاطرة لكن سبق أن أتت ثمارها."

وسبق أن انسحب مودي من مقابلة تلفزيونية عام 2007 بعد خمس دقائق من الأسئلة بشأن دوره خلال أعمال شغب دينية في 2002 قتل بسببها أكثر من ألف شخص، معظمهم مسلمون بينما كان رئيس وزراء ولاية جوجارات.

وتفادى مودي بعدها الحديث عن الأمر لسنوات واستطاع وفق مراقبين أن يغير صورته كهندوسي قومي متطرف بصورة إيجابية كمصلح اقتصادي.