ضيقت الأحزاب الفائزة في الانتخابات النيابية التركية الخناق على حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي فشل في الحصول على الأغلبية المطلقة، في وقت حاول زعيمه، أحمد داود أوغلو، التقليل من أهمية هذا الإخفاق.

فحزب العدالة والتنمية فشل، حسب النتائج النهائية غير الرسمية، في حصد الأغلبية المطلقة التي تسمح له بتشكيل حكومة جديدة منفردا، مما قد يدفعه إلى اللجوء إلى التحالف مع أحد الأحزاب المعارضة الفائزة الثلاث.

إلا أن تصريحات زعماء أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الحركة القومية" و"الشعوب الديمقراطي"، التي أعقبت الانتخابات، تنذر بصعوبة مهمة حزب العدالة والتنمية، الذي تولى السلطة قبل أكثر من عقد.

فعثمان كيليشدارأوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي حصل حسب النتائج غير الرسمية على نحو 25 بالمئة من الأصوات، قال إن تركيا أنهت عبر الانتخابات حقبة أنهت حقبة من "الحكم المتسلط".

وأضاف كيليشدارأوغلو أن "تركيا هي التي انتصرت من خلال نتائج هذه الانتخابات"، في حين قال زميله في الحزب، مراد كارايالجين، إن النتيجة هي "لا واضحة" للنظام الرئاسي الذي يسعى إليه الرئيس رجب طيب أردوغان.

أما رئيس حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، الذي حقق إنجازا تاريخيا بدخوله البرلمان للمرة الأولى بعد أن حصد أكثر من 12 بالمئة من الأصوات، فقد استبعد الدخول في ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية.

كما وجه صلاح الدين دمرداش في مؤتمر صحفي في إسطنبول ضربة أخرى للرئيس التركي المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، حين قال "انتهى النقاش حول رئاسة تنفيذية ودكتاتورية في تركيا بهذه النتائج".

بيد أن الضربة الأبرز جاءت من حزب الحركة القومية الذي يُنظر إليه على أنه الشريك الأصغر المحتمل في حكومة ائتلافية، إذ استعبد زعيمه دولت بهجلي ذلك تقريبا، قائلا إنه يجب بحث خيارات أخرى أولا.

وقال زعيم الحركة، التي حصدت نحو 17 بالمئة من الأصوات وحل ثالثا بعد حزب الشعب، "الاحتمال الأول بالنسبة لتشكيل ائتلاف يجب أن يكون بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي"، صاحب المركز الرابع.

أما "النموذج الثاني"، حسب بهجلي، "يمكن أن يتألف من حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي.. لو كل هذه السيناريوهات فشلت يجب حينئذ إجراء انتخابات مبكرة".

في المقابل، حاول أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء زعيم الحزب الحاكم، من التخفيف من حدة الإخفاق الانتخابي، وتعهد باتخاذ كل الاجراءات الضرورية لمنع أي ضرر يلحق بالاستقرار السياسي للبلاد.

وقال، بعد أن حل حزبه في المركز الأول ولكن دون الحصول على الأغلية المطلقة، "يجب على الجميع أن يفهم أن حزب العدالة والتنمية هو الفائز، وأنه زعيم هذه الانتخابات.. يجب ألا يحاول أحد بناء انتصار من انتخابات خسرها".