تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في أفغانستان 50 بالمئة، ما يشير إلى أن الناخبين أقبلوا على مركز الاقتراع لاختيار خلف للرئيس حامد كرزاي، متحدين بذلك تهديدات حركة طالبان.

وقال رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات، أحمد يوسف نورستاني، السبت، إن سبعة ملايين شخص أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، من بين 12 مليون ناخب لهم حق التصويت.

وأضاف نورستاني للصحفيين أن نسبة الإقبال على التصويت تكون بذلك بلغت نحو 58 في المئة، مشيرا إلى أن هذه الأرقام تستند إلى تقديرات أولية.

ولم تشر الأنباء الواردة من أفغانستان إلى وقوع هجمات دامية خلال الانتخابات، رغم تهديد حركة طالبان بزعزعة العملية الانتخابية الرامية إلى اختيار رئيس خلفا لكرزاي المنتهية ولايته.

ويشكل انتقال السلطة، اختبارا كبيرا للاستقرار في البلاد ومتانة مؤسساته بينما يثير انسحاب قوات الحلف الأطلسي من البلاد بحلول نهاية العام مخاوف من عودة الفوضى التي خلفها سقوط نظام طالبان عام 2001.

وبدأت الدورة الأولى من هذه الانتخابات عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي، في حوالى ستة آلاف مركز للاقتراع، موزعة في جميع أنحاء البلاد من كابل إلى قندهار، حيث يتحدى الناخبون تهديدات حركة طالبان.

وقالت ليلى نيازي، التي تبلغ من العمر 48 عاما، "جئت لأصوت لشخصية يمكن أن تمنحني سلاما دائما. أريد أن يكون صوتي صفعة لطالبان"، مضيفة "لا أخاف من طالبان وعلى كل حال سأموت بالتأكيد يوما ما".

تدابير أمنية

ونظمت الانتخابات وسط تدابير أمنية مشددة بسبب تهديدات حركة طالبان، التي وصفت الانتخابات بأنها "صورية تدعمها الولايات المتحدة" وشن مقاتلوها سلسلة من الهجمات خلال الأسابيع الماضية.

وتواجه العملية الانتخابية أيضا تهديدين آخرين بجانب طالبان، هما عمليات التزوير والامتناع عن التصويت، علما بأن النتائج الأولية للدورة الاولى لن يكشف عنها قبل 24 أبريل، وذلك قبل دورة ثانية محتملة في 28 مايو المقبل.

ويتنافس 8 مرشحين في الدورة الأولى من الانتخابات، والأوفر حظا هم أشرف غني وزير المالية، وزيرا الخارجية السابقان زلماي رسول وعبدالله عبدالله. 

يضاف إلى هؤلاء كل من عبد الرسول سياف أحد أبرز زعماء الحرب الأفغان، وغول آغا شيرزاي وهو رجل أعمال وزعيم حرب سابق، وهدايت أمين أرسلا وهو مستشار سابق لكرزاي، وقطب الدين هلال الذي ينتمي إلى المحافظين والنائب السابق داود سلطانزوي.

وتشكل الانتخابات الرئاسية بداية عهد جديد في هذا البلد الذي يحكمه منذ 13 عاما كرزاي ويسوده القلق والشك وانعدام الاستقرار، ويستعد لانسحاب قوات حلف شمال الاطلسي التي تدعمه في مواجهة تمرد حركة طالبان.