هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا الاثنين بمزيد من العقوبات والعزلة الدولية بعدما أصدر أمرا تنفيذيا بحظر تأشيرات سفر لمسؤولين روس بسبب التدخل الروسي في إقليم القرم.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها ستتخذ مزيدا من العقوبات بما يؤثر على اقتصادها إذا لم تتراجع عن خطواتها التصعيدية في القرم.
وأضاف: "سنعزل روسيا دوليا إن استمرت بسياستها الراهنة". وأوضح أوباما أن طبيعة الخطوات الأميركية ستتحدد بناء على التصعيد الروسي. وأكد الرئيس الأميركي في الوقت ذاته أن الحل الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية لا يزال ممكنا. وأكد أن المجتمع الدولي لن يعترف بضم روسيا لإقليم القرم الأوكراني.
وكان أوباما قد أصدر في وقت سابق الاثنين عقوبات تستهدف منع السفر وتجميد أصول 11 مسؤولا روسيّا من بينهم مستشاران رفيعان للرئيس فلاديمير بوتن بالإضافة إلى الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش.
عقوبات أوروبية
كما اتخذ الاتحاد الأوروبي خظوة مماثلة شملت منع السفر وتجميد أصول 21 مسؤولا روسيا على أن يتبع ذلك "المزيد من الإجراءات مستقبلا".
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن الاتحاد سيوقع بعد أيام اتفاق شراكة مع أوكرانيا وسيعطيها تفضيلات تجارية وسيدعمها على مستوى الطاقة والاقتصاد.
وذكرت أن الاتحاد يدعم إرسال بعثة من المراقبين إلى أوكرانيا، موضحة أنه على استعداد إلى دعم الحوار بين روسيا وأوكرانيا من أجل إنهاء تلك الأزمة.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال إنه واثق من أن الاتحاد الأوروبي سيصعد من ضغوطه على روسيا لدورها في انفصال منطقة القرم الأوكرانية، بفرضه عقوبات على من لهم صلة.
وقال هيغ إنه على ثقة تامة من التوصل الى إتفاق حول قائمة المسؤولين الذين ستفرض عليهم عقوبات، وألمح إلى احتمالية اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد روسيا في قمة قادة الإتحاد التي تبدأ أعمالها يوم الخميس المقبل.
وغداة الفوز الساحق لأنصار الانضمام إلى روسيا في الاستفتاء الذي جرى في القرم، صوت النواب الـ85 بالإجماع على إعلان جاء فيه "أن جمهورية القرم تدعو الأمم المتحدة وجميع دول العالم إلى الاعتراف بها كدولة مستقلة".
تعبئة جزئية
من جهته أقر البرلمان الأوكراني مرسوما لاستدعاء الاحتياط وإعلان التعبئة الجزئية التي تشمل 40 ألف جندي أوكراني.
بنك القرم المركزي
وفي خطوة تعزز قرار الانفصال، قال نائب رئيس وزراء القرم إن حكومة هذا الإقليم أسست بنكا مركزيا، مستفيدة من 30 مليون دولار منحتها إياها روسيا.
وأوضح رستم تيميرغالييف لوكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية، إن روسيا سترسل إلى حكومة القرم مليار روبل (نحو 30 مليون دولار) في الأيام المقبلة، لمساعدتها في دعم الاقتصاد.
وقال تيميرغالييف إن بنك القرم المركزي سيكون فرعا إقليميا للبنك المركز الروسي.
اتصال بين أوباما وبوتن
من جانبه، أبلغ الرئيس الأميركي نظيره الروسي فلاديمير بوتن في اتصال هاتفي، رفض الولايات المتحدة نتائج استفتاء القرم وحذره من أن واشنطن مستعدة لفرض عقوبات على موسكو بسبب الأزمة.
في المقابل، أصدر الكرملين بيانا أكد فيه أن بوتن شدد لنظيره الأميركي على أن استفتاء القرم يتطابق تماما مع القانون الدولي.
وقال الكرملين إن بوتن نبه أوباما إلى عدم قدرة السلطات في كييف لوقف العنف الذي تمارسه من وصفها بالجماعات القومية المتشددة ضد الناطقين بالروسية في أوكرانيا.