يستعد آلاف الشركس حول العالم للخروج في تظاهرات ضد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة في مدينة سوتشي الروسية، باعتبارها آخر معقل للشركس قبل تهجيرهم.

وكانت مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود تشكل عاصمة للدولة التي كان يسعى الشركس لإنشائها، وكانت كذلك آخر معقل لهم قبل أن تجبرهم الحرب التي شنتها ضدهم القوات الروسية على الهرب واللجوء لدول مثل تركيا وسوريا والأردن وفلسطين وغيرها.

تظاهرات في يوم الافتتاح

وفي مسعى لتسليط الضوء على قضيتهم والحصول على اعتراف روسي دولي بحقوقهم، نظمت حركة "لا لسوتشي 2014" تظاهرات ستنطلق الجمعة في مختلف مدن العالم تزامنا مع الافتتاح الرسمي للدورة الأولمبية.

وقالت الناشطة في الحركة، دانة وجوخ لـ"سكاي نيوز عربية": "سيتظاهر آلاف الشركس والمؤيدون لهم أمام السفارات والقنصليات الروسية في إسطنبول وعمان وإسرائيل ونيويورك ولندن وموسكو وغيرها من المدن".

وعن الهدف من هذه التظاهرات، قالت: "في البداية أردنا أن نمنع إقامة دورة الألعاب الأولمبية هناك، لكننا الآن نريد أن نروي للعالم القصة التي شهدتها هذه المدينة والمعاناة التي واجهت أهلها الذين قتلوا وتشردوا".

وأضافت: "أنفقت الحكومة الروسية نحو 51 مليار دولار على الاستعدادات لهذه الألعاب، لكنها لم تنفق أي مبلغ في محاولة لإصلاح علاقتها بالشركس أو لمنحهم حقوقهم".

لا لسوتشي 2014

وعن القصة وراء حركة "لا لسوتشي 2014"، قالت وجوخ: "بدأت منظمات مختلفة بتسليط الضوء على قضية الشركس عام 2007 حين اختيرت مدينة سوتشي لاستضافة الدورة الأولمبية في 2014، إلا أننا بدأنا بتنظيم صفوفنا وتشكيل هذه الحركة بشكل رسمي قبيل دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في فانكوفر عام 2010 حيث انطلقت أولى تظاهراتنا".

وأضافت: "تضم الحركة شركس من مختلف أنحاء العالم تتراوح أعمارهم من 18 إلى 35 عاما، ونسعى جميعا لزيادة الوعي الدولي بهذه القضية".

البحث عن اعتراف

من جانبها، قالت الصحفية الفلسطينية من أصل شركسي، داليا حتقة لـ"سكاي نيوز عربية": "نحن لسنا ضد الأولمبياد ولكن لا بد من أن نحظى باعتراف رسمي من الحكومة الروسية".

وأضافت: "في عام 2007 حين اختيرت سوتشي لاستضافة هذه الدورة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في كلمة له إن هذه المدينة كان موطنا لليونانيين، متجاهلا تماما الشركس والمعاناة التي واجهوها على أرضهم".

وتابعت: "بالإضافة إلى أعمال القتل والدمار التي لحقت بالشركس، فإن الآلاف منهم خاطروا بحياتهم في رحلات بحرية بقوارب بالية للوصول إلى بر الأمان في دول أخرى مثل فلسطين، ليضطروا للرحيل مرة أخرى بعد إقامة الدولة الإسرائيلية بحثا عن ملجأ".

وقالت: "كثير منهم وصلوا إلى سوريا وأقاموا في مخيم اليرموك بالعاصمة دمشق، ليواجهوا ويلات الحرب ويحملوا رحالهم بحثا عن أرض أخرى تحتضنهم".

واعتبرت حتقة أنه من الضروري للحكومة الروسية "أن تستغل شعار التعاون والسلام الذي تعكسه الألعاب الأولمبية وتسعى لإصلاح علاقتها بالشركس والاعتراف بهم وإعادة حقوقهم إليهم".

لجوء للكونغرس

أما يارا ليبزو، سورية من أصل شركسي وناشطة إعلامية مؤيدة للحملة من الإمارات، فأوضحت أنه "تم اللجوء لأصحاب الشأن في الكونغرس الأميركي لإيصال احتجاجات الشركس لهم، بالإضافة إلى رفع موضوع سوتشي أمام البرلمان التركي".

وجاءت تصريحاتها بعد اجتماع جمعها بأعضاء المجلس الشركسي العالمي في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

وتابعت لـسكاي نيوز عربية: "طالبنا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعدم حضور الدورة الأولمبية في سوتشي التي كانت مقبره للشركس فيما مضى".

  وأضافت: "وسعنا جهودنا لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي، لإيصال صوتنا للعالم وتحقيق أهدافنا بطرق سلمية".