عندما اعتلى سدة الرئاسة في أميركا، شد الأنظار إليه ببشرته السمراء، ومن ثم علقت همم كثيرة بوعوده بإرساء لون سياسي أميركي داخلي وخارجي مخالف لما دأب عليه سلفه.

 وها هو اليوم وبعد 4 سنوات من تصدر رأس هرم السلطة في أميركا، يعاد انتخابه مرة أخرى بعد أن استطاع قلب السباق الانتخابي لصالحه من منافسه الجمهوري مت رومني.

باراك حسين أوباما، هو الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة الأميركية منذ 20 يناير 2009، وأول رئيس من أصول إفريقية يصل للبيت الأبيض.

تخرج أوباما في كلية كولومبيا بجامعة كولومبيا وكلية الحقوق بجامعة هارفارد، وكان من أوائل الأميركيين من أصول إفريقية يتولى رئاسة مجلة هارفارد للقانون.

كما عمل في الأنشطة الاجتماعية في شيكاغو قبل حصوله على شهادة المحاماة، وعمل كمستشار للحقوق المدنية في شيكاغو، وقام بتدريس مادة القانون الدستوري في كلية الحقوق بجامعة شيكاغو من 1992 إلى 2004.

حاز على 3 فترات في مجلس الشيوخ بإيلنيوى وذلك في الفترة من 1997 إلى 2004.

الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال كلمته عن حالة الاتحاد في الكونغرس يوم 24 يناير

وعقب محاولة غير ناجحة للحصول على مقعد في مجلس النواب عام 2000 رشح نفسه لمجلس الشيوخ عام 2004، واستطاع أن يحوز على مقعد بالمجلس في مارس من العام ذاته، واستطاع بهذا الفور جذب انتباه الحزب الديمقراطي.

وفي يناير 2003 أصبح رئيسا للجنة الخدمات الصحية والإنسانية في مجلس الشيوخ بإيلينوى وذلك بعدما كان الديمقراطيون في حيز الأقلية منذ 10 سنوات، وهنا استعاد الديمقراطيون الأغلبية.

وقام بقيادة العديد من الوساطات بين الحزبين من أجل إصدار تشريعات لرصد التمييز العنصري من جانب الشرطة التي تتطلب تسجيل أعراق السائقين المحتجزين، وجعل إيلينوي أول ولاية تأمر بتصوير فيديو لعمليات الاستجواب لتحقيقات جرائم القتل.

وخلال عام 2004 وأثناء الحملة الانتخابية لمجلس الشيوخ امتدحت الشرطة وممثلوها ما قام به من مشاركة فعالة مع جهاز الشرطة في إصلاح عقوبة الإعدام.

استقال من منصبه في مجلس الشيوخ بإيلينوي في نوفمبر 2004 عقب انتخابه لمجلس الشيوخ.

وجعله خطابه التلفزيوني الذي تم بثه محليا خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي في يوليو 2004 نجما ساطعا على الصعيد الوطني في الحزب، وبعدها تم انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ في نوفمبر 2004 وحاز على أكبر نسبة في تاريخ إيلينوي.

أوباما متحدثا أمام أنصاره

قرر أوباما خوض منافسات انتخابات الرئاسة في فبراير من عام 2007، وبعد حملة شديدة التنافس داخل الحزب الديمقراطي من أجل الحصول على ترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية استطاع الحصول على ترشيح حزبه، وذلك بعد تغلبه على منافسته هيلاري كلينتون، ليصبح أول مرشح للرئاسة من أصل إفريقي لحزب أميركي كبير.

وفي الانتخابات العامة التي جرت في 4 نوفمبر 2008 استطاع أن يهزم المرشح الجمهوري جون ماكين، ونصب رئيسا في 20 يناير 2009.

وحصل على جائزة نوبل للسلام لعام 2009 نظير جهوده في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، وذلك قبل إكماله سنة في السلطة.

وبعد مرور 4 سنوات على تقلد أوباما منصب الرئيس، ها هو الآن يخوض النزال الانتخابي ضد المرشح الجمهوري مت رومني على أمل أن يظفر بفترة انتخابية ثانية من 2012 إلى 2016.

ويعتبر أوباما أول مرشح للرئاسة الأميركية ينفق أكثر من مليار دولار على حملته، وتشير هذه الأرقام إلى أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم 6 نوفمبر هي الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

وفي إطار النزال الانتخابي سلط أوباما الضوء على جوانب عده منها الاقتصادي، حيث أكد أمام الناخبين في ولاية فلوريدا أن منافسه يريد تمزيق أركان المجتمع الأميركي التي بنت طبقة متوسطة نشطة.

أما رومني فقد سيّس هذه الناحية الاقتصادية باتهامه أوباما بأنه مشغول بإعادة انتخابه أكثر من انشغاله بخفض معدلات البطالة المرتفعة.

مرشحا الرئاسة الأميركية باراك أوباما ومت رومني

وقد حظيت السياسة الخارجية بنصيب كبير من الجدل الانتخابي بين المرشحين، ما يكشف جانبا من أجندتهما الانتخابية.

وفيما يتعلق بملف الحرب على الإرهاب مثلا، انتقد أوباما دعم رومني لحرب العراق، ومعارضته لخطط الانسحاب من هناك، والموقف "غير الملائم" تجاه الانسحاب من أفغانستان، وكذلك معارضة المعاهدات النووية مع روسيا، ملخصا ذلك بقوله: "لقد كان رومني مخطئا في كل مواقفه في السياسة الخارجية".

وحول إسرائيل، اتفق المرشحان على الوقوف بجانب تل أبيب في حال تعرضت لخطر يهدد أمنها خاصة من جانب إيران.

ورغم قول أوباما إنه إذا تعرضت إسرائيل لهجوم من إيران "ستقف الولايات المتحدة بجانبها"، فإن رومني اتهم أوباما بالتخلي عن التحالف التقليدي لواشنطن مع إسرائيل.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، اعتبر أوباما أن فرض العقوبات أدى إلى تراجع القدرات الإيرانية النووية بنسبة 80%، مهددا ببناء أكبر تحلف عالمي ضد طهران في حال مضي الأخيرة قدما في تعزيز القدرات النووية.  

وقد اعتبر أوباما أن التدخل العسكري في الأزمة السورية أمرا صعبا، رافضا فكرة تسليح المعارضة.

وحسب النتائج النهائية، فإن أوباما تقدم على رومني بـ290 صوت في المجمع الانتخابي مقابل 203 لرومني.

الرئيس أوباما وعائلته يحيون أنصار أوباما في شيكاغو