أودت العاصفة التي تضرب شمال وشرق أوروبا منذ الخميس الماضي، بحياة أربعة أشخاص آخرين صباح الجمعة، ما يرفع مجموع عدد الضحايا إلى تسعة.

وقضى ثلاثة أشخاص في بولندا عند سقوط شجرة بسبب الرياح العاتية، كما تحطمت سيارة شمال البلاد، وأصيب شخص رابع بجروح، بحسب رجال الإطفاء.

وفي شمال بولندا أيضا، حرم قرابة 400 ألف منزل من التيار الكهربائي، بالإضافة إلى 50 ألفا في السويد. وأدى سقوط شجرة أيضا إلى مصرع رجل في جنوب السويد، كما أعلنت الشرطة الإقليمية.

وقتل سائق شاحنة في حادث سير في أسكتلندا، الخميس. كما سقطت شجرة على رجل على كرسي نقال في إنجلترا، ما أدى إلى مقتله.

وفي بريطانيا، دعا رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى اجتماع طارئ لحكومته، بينما أعلنت بلدية لندن عن إغلاق سد التيمز الذي صمم لحماية المدينة من الفيضانات.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية إن سرعة الرياح بلغت 225 كيلومترا في الساعة عند هبوب العاصفة على أسكتلندا ومناطق في إنجلترا. وقطعت الكهرباء عن أكثر من 100 ألف منزل في أنحاء بريطانيا، وقالت شركة الكهرباء الأسكتلندية إن من بينها 80 ألفا في أسكتلندا.

وفي الدنمارك، توفي رجل سبعيني بعدما انقلبت شاحنته الصغيرة بسبب الرياح العاتية، بينما حملت موجة قبالة سواحل السويد بحارين فلبينيين من دون أمل في العثور عليهما.             

وفي هامبورغ وسط ألمانيا، التي تعرضت بقوة للعاصفة ليلة الجمعة، غرقت سوق السمك وقسم كبير من أحياء المرفأ بالمياه، على غرار ما حصل في غالب الأحيان أثناء سوء الاحوال الجوية.

وأعلن رجال الإطفاء في المدينة أنهم لم يتدخلوا أكثر مما فعلوا أثناء العاصفة "كريستيان" التي ضربت ألمانيا نهاية أكتوبر.

وألغيت 120 رحلة جوية من أصل 377 رحلة كان من المقرر أن تستخدم مطار هامبورغ الخميس أو توجيهها إلى مطارات أخرى بسبب الرياح العاتية. وتوقع مسؤولو المطار إلغاء رحلات أخرى أو تأخير في مواعيدها، الجمعة.

وبقيت المدارس مقفلة الجمعة في قسم كبير من شمال ألمانيا، وأعلنت مناطق أخرى مثل برلين أن الغياب المدرسي لن يكون عرضة للعقاب، تاركة الخيار لذوي الطلاب بإرسال أولادهم للمدارس من عدمه. إلا أن وسائل النقل سواء البحرية أو الجوية أو السكة الحديد، فقد ضربت بقوة.

وفي ألمانيا أيضا، أوقفت مؤسسة النقل كل رحلات السكة الحديد الخاصة بالمسافات الطويلة التي تمر بمقاطعة شليسفيغ-هولشتاين الإقليمية الحدودية مع الدنمارك. وأدى سقوط أشجار على السكة إلى قطع حركة القطارات لوقت قصير على خط هانوفر-هامبورغ.

وفي بلجيكا، قاومت السدود وأكياس الرمل السيول الجارفة الأقوى منذ عقود، والتي بلغ ارتفاعها 6.33 أمتار ليلا. وأوضح حاكم مقاطعة الفلاندر الغربية كاري ديكالويه: "لم نواجه في أي مكان مشاكل كبيرة. وهذا عائد أساسا إلى الأشغال التحضيرية التي قام بها الجميع".

وفي هولندا، ضربت الفيضانات روتردام ومدينة دوردرخت المجاورة. وألغت شركة "كي أل أم" نحو عشرين رحلة الجمعة. لكن الوضع سيتحسن تدريجيا على الرغم من الأمطار الغزيرة. وأكد هيرولد أن "قوة الرياح ستضعف خلال النهار وغدا (السبت) ستكون العاصفة وراءنا".