محمد مرسي، ياسر عرفات، وليم كاسي، أرئيل شارون ولينين، بعض أسماء ضمن قائمة من المسؤولين في التاريخ الحديث تولوا رئاسة دولهم، وتحكموا في مصائر الملايين وهم يعانون من أمراض في الدماغ، يحضرها إلى الأذهان خضوع رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر لعملية جراحية لإزالة تجلط دموي في المخ.

فلقد أمر الأطباء بإجراء جراحة مفاجئة الثلاثاء لرئيسة الأرجنتين، 60 عاما، لإزالة ورم دموي مزمن تحت الجافية، بسبب رضة دماغية ناجمة عن حادث سقوط تعرضت له في أغسطس، ما سيضطرها إلى الراحة التامة، في وقت تخوض انتخابات محورية في مستقبلها السياسي في 27 أكتوبر الجاري.

وتحدد هذه الانتخابات ما إذا كانت كيتشنر، التي تواجه انتقادات متزايدة بسبب المركزية التي تتسم بها إدارتها للأمور، ستحصل على الأغلبية التي تمكنها من فرض تعديلات تريدها، منها تعديل دستوري يسمح لها بالترشح لولاية ثالثة.

وإذا كانت كيرشنر قد أفصحت عن مرضها في هذا الوقت الحرج، فقد سبقها قائمة من المسؤولين الدوليين أبقوا الأمراض التي أصابت أدمغتهم سرا أو حاولوا عدم تأكيدها.

مرسي.. ورم في المخ

ومن هؤلاء الرئيس المصري السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي تولى الرئاسة يوم 30 يونيو 2012 ليكون أول رئيس للبلاد منتخب ديمقراطيا.

ففي يوم 13 يونيو 2012، أي قبل 4 أيام من بدء الجولة الثانية لسباق الرئاسة، أعلن مدحت الحداد، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، أن مرسي أجرى عملية استئصال ورم حميد في المخ عام 2008، وهو ما كان يتردد في الشارع المصري، خاصة بين معارضيه الذين أكدوا على تأثير ذلك على قدرته على حكم البلاد بطريقة سليمة.

وأكد الحداد أن هذه الجراحة لم تؤثر على وضعه الصحي، ونافيا ما يتداول بشأن تأثير هذه الجراحة على مرسي وإصابته بنوبات صرع.

وكانت صحف مصرية ذكرت أن مرسي قدم طلبا لرئيس جامعة الزقازيق يطلب فيه مساهمة الجامعة في تكاليف علاجه بالخارج، ووافق مجلس الجامعة عليه وقرر صرف 20 ألف جنيها مصريا من الصندوق الخاص بالجامعة، بالإضافة إلى مبلغ 12 ألف دولار صرفت بموجب قرار وزاري بالعلاج علي نفقة الدولة.

عرفات.. وفاة غامضة

أسباب وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات لا زالت موضع تحقيق وتحريات بسبب الاتهامات الموجهة من المقربين إليه لإسرائيل بالقيام بقتله عن طريق سم يتسرب عبر مسام الجلد إلى داخل الجسد.

وعند وفاته في 11 نوفمبر 2004 في باريس، حيث كان قد نقل للعلاج، قال الأطباء الفرنسيين إن الوفاة كانت نتيجة نزيف دماغي، لكن الكثير من قالو إنه اغتيل.

لكن، بعيدا عن سبب وفاته وقبلها بعدة سنوات، بينما كان عرفات يتفاوض مع الإسرائيليين بشأن الدولة الفلسطينية المستقبلية، كانت صحف عالمية قد رددت أن عرفات مصاب بمرض باركنسون، وهو خلل يسبب اضطرابات النظام الحركي، التي تنتج بسبب خسارة خلايا الدماغ المنتجة للدوبامين، وهي مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ.

وقالت وسائل الإعلام إن هذا ما كان يسبب له الرعشة التي كانت تظهر على حركاته والتي كان يحاول السيطرة عليها بشكل كبير.

كاسي.. عندما "تمرض" الاستخبارات

ومن الأشخاص الذين تحكموا في حياة الملايين من البشر في سائر أنحاء العالم، كان رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليم كاسي.

وأثناء فترة توليه رئاسة الوكالة (1981-1987)، تزايد النشاط الاستخباراتي الموجه ضد الاتحاد السوفيتي والذي كان كاسي يعتقد اعتقادا راسخا أنه المسؤول الأول عن "النشاط الإرهابي في العالم". كما تعاون تعاونا وثيقا مع المقاتلين الأفغان، الذين كانت تؤيدهم واشنطن حينذاك لقيامهم بالتصدي للاحتلال السوفيتي لأفغانستان.

ويتحكم مدير "سي آي إيه" في حياة الملايين من الناس، حيث يقر، قبل عرضها على رئيس الجمهورية، قائمة الأهداف التي يرى ضرورة توجيه ضربة إليها عن طريق الطائرات بدون طيار والتي خلفت العديد من الضحايا بين المدنيين، خاصة في اليمن والصومال وباكستان.

وتوفي كاسي أثناء توليه هذا المنصب ذات المسؤولية الخطيرة بسبب ورم خبيث في المخ في مايو 1987.

"شمس عليلة"

"شمس القرن 21 الكبرى"، كان لقب زعيم كوريا الشمالية السابق كيم يونج إيل. لكن "شمس القرن الواحد والعشرين الكبرى"، الذي ورث حكم نحو 25 مليون من مواطنيه من والده عند وفاة هذا الأخير عام 1994، وأورثها لابنه عند وفاته عام 2011، كان يتردد أنه عانى في آخر سنوات حكمه من آثار جلطة دماغية أثرت على قواه العقلية والجسدية.

وعلى الرغم من انتشار خبر مرضه في وسائل الإعلام العالمية، إلا أنه لم يجرؤ أحد على التطرق إليه في كوريا الشمالية الذي يوصف عادة بأنه بلد شمولي، حيث تحيط السرية التامة بحياة القادة.

وفي يونيو 2011 حكم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بلاده وهو مصاب بورم سرطاني في المخ حتى وفاته متأثرا بمرضه في مارس 2013.