‫بالاتفاق على تأجيل موعد انعقاد المؤتمر القومي الكردي من الرابع والعشرين من الشهر الجاري إلى ما بعد أسبوعين، يكون الأكراد في ما يسمى بكردستان الكبرى قد أجلوا أحد أهم حدث يتعلق بهم، يكاد يضع اللبنة الأولى، من وجهة نظر مراقبين، لما يسمى بدولة كردستان الكبرى.

قرار التأجيل أفصحت عنه خلافات اللحظة الأخيرة بشأن من يتولى رئاسة المؤتمر المفترض انعقاده في إقليم كردستان العراق.

وعقب الاختلاف والتأجيل توصلت الأحزاب والمنظمات السياسية والمجتمعية الكردية في دول العراق وتركيا وسوريا وإيران، إلى أن تكون رئاسة المؤتمر دورية يكون فيها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أول رئيس للمؤتمر بحكم ثقله السياسي داخل وخارج العراق.

وذلك إضافة إلى ما يتمتع به من علاقات دولية تساعد في توصيل فكرة الحق الكردي في تقرير مصيره وتشكيل دولته في الدول الأربعة حيث يتوزع الأكراد بحكم اتفاقية سايكس بيكو، التي رسمت حدود منطقة الشرق الأوسط قبل أكثر من قرن من الزمان .

وبشأن ذلك أكد مسؤول المكتب الإعلامي لمنظومة المجتمع الكردستاني التابعة لقيادة حزب العمال الكردستاني، زاكروس هيوا، عدم وجود اعتراض لدى حزبه بأن يترأس مسعود بارزاني هذا المؤتمر، لكنه شدد على أن تكون الرئاسة دورية، معتبرا أن الأمر مرهون باتفاق القوى المشاركة بالمؤتمر، وما إذا كانت ستتفق على الرئاسة الدورية لستة أشهر أو سنة واحدة.

وأنهت اللجنة الإعلامية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر أعمالها بالتوافق على صياغة مسودة إعلان يقر خلال المؤتمر لتوحيد الخطاب الإعلامي الكردي.

وقال إسماعيل حمي، سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا لـ"سكاي نيوز عربية" إن اللجنة الإعلامية عقدت اجتماعها لمناقشة مسودة إعلان الخطاب القومي الإعلامي الذي يؤكد المؤتمر من خلاله رسالته الواضحة لدول وشعوب المنطقة والعالم، وهي رسالة سلام تدعو إلى احترام إرادة الشعب الكردي الوطنية، وإقرار حقوقه القومية وتوحيد الجهد السياسي، من أجل نقل صورة حقيقية لنضال الشعب الكردي في المرحلة المقبلة، والذي يشدد على الخيار السلمي لتحقيق أهدافه ومطامحه القومية ونبذ العنف والإرهاب.

وتعني كردستان الكبرى، في المصطلح الكردي، دولة الأكراد في أجزاء متوزعة على مناطق من تركيا، وهي ما يطلق عليها إقليم شمال كردستان، وأجزاء من إيران ويطلق عليها شرق كردستان، وأجزاء من سوريا المسماة بغرب كردستان، وأخيرا العراق، حيث يطلق على الإقليم العراقي الواقع شمالا جنوب كردستان.

ويدرك الأكراد صعوبة إقامة دولتهم الحلم بحكم توزع الأكراد على دول أربع لن تسمح بتقسيم نفسها، ويخطط الأكراد من خلال المؤتمر القومي، حسب تسريبات كردية عراقية لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى الاستفادة من الوحدة والامتداد القومي للكرد على امتداد الرقعة الجغرافية المتصلة بين الدول الأربع.

غير أن واقع الدولة إن تحقق كما تقول الجهات المسربة سيفرز دولة اتحادية الأقاليم، لا رئاسة واضحة المعالم فيها غير رئاسات أقاليمها الأربعة.

وقد يستبق الأكراد هذا الأمر بفتح كامل لحدود المناطق الكردية في الدول الأربع والسماح بحرية تنقل الأكراد من بين المناطق الكردية وهو أمر شرع به إقليم كردستان العراق مع أكراد إيران بشكل جزئي، ومع سوريا بشكل تام حين سمح بعبور أكراد سوريا إلى كردستان العراق من دون تأشيرة دخول، ومنحهم حق العمل والإقامة بشكل مفتوح في مدن الإقليم.

كما سمح لمقاتلي حزب العمال بحرية الحركة والتنقل ما بين إقليم كردستان العراق ومناطق تركيا الكردية.