قال مصدر قريب من قضية إدوارد سنودن، المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية، إن واشنطن قررت إلغاء جواز سفر الأخير. ورفض المصدر كشف أية تفاصيل عن الخطوة الأميركية.

في غضون ذلك، أعلن وزير خارجية الإكوادور ريكاردو باتينو، الأحد، أن سنودن، الذي تتهمه واشنطن بالتجسس، طلب اللجوء إلى الإكوادور. وقال الوزير الإكوادوري على موقع تويتر إن "حكومة الإكوادور تلقت طلبا للجوء من إدوارد سنودن".

وسرت معلومات عن إمكان طلب سنودن حماية الإكوادور كما فعل قبله مؤسس موقع ويكيليكس اللاجئ منذ 19 يونيو 2012 في سفارة الإكوادور في لندن.

وغادر، الأحد، هونغ كونغ، متجها إلى موسكو، إلا أن وجهته النهائية ستكون العاصمة الفنزويلية كراكاس عبر كوبا، وذلك للإفلات مؤقتا من قبضة الولايات المتحدة التي ساءها كشفه معلومات عن برامج تنصت سرية.

وأكد مصدر في شركة إيروفلوت الروسية للطيران بحسب وكالات الأنباء الروسية أن راكبا بهذا الاسم من المقرر أن يصل إلى العاصمة الروسية الأحد على متن الرحلة رقم "إس يو 213" المتجهة من هونغ كونغ إلى موسكو.

وأشار موقع ويكيليكس الداعم لسنودن إلى أن الأخير يرافقه "مستشارون قضائيون" يعملون مع الموقع الذي أسسه جوليان أسانج. كذلك أشار الموقع إلى أن من بين مرافقي سنودن في الرحلة "دبلوماسيون" من دون توضيح جنسياتهم ولا الوجهة النهائية للأميركي.

وبحسب مصدر أوردته وكالة إنترفاكس، فإن سنودن يسافر برفقة راكبة تدعى سارة هاريسون وهي مسؤولة في موقع ويكيليكس.

وأكدت حكومة هونغ كونغ في وقت سابق الأحد أن سنودن غادر أراضي هذه المنطقة الصغيرة الخاضعة لسيادة الصين والتي وصلها في 20 مايو بعد نشره معلومات مثيرة عن الرقابة الإلكترونية على الأشخاص والمؤسسات في الولايات المتحدة.

مغادرة طوعية

وقال الناطق باسم حكومة هونغ كونغ في بيان صحفي إن "سنودن غادر طوعا هونغ كونغ إلى بلد آخر بوسائل قانونية وعادية". وأضاف البيان أن "هونغ كونغ لم تحصل على المعلومات اللازمة" لتنفيذ مذكرة التوقيف التي أصدرتها الولايات المتحدة بحق سنودن. وأوضح البيان الحكومي أن الولايات المتحدة تم إعلامها بمغادرة سنودن.

من جهته، أعلن موقع ويكيليكس أنه ساعد سنودن في الحصول على لجوء سياسي آمن في "بلد ديمقراطي". وقال الموقع في تغريدة على تويتر إن "ويكيليكس ساعد سنودن للحصول على لجوء سياسي آمن في بلد ديمقراطي وآمن له وثائق وخروجا آمنا من هونغ كونغ".

وكان سنودن تحدث عن احتمال طلبه اللجوء في آيسلندا، حيث تنشط منظمات مدافعة عن الحقوق المدنية المرتبطة بالرقابة على المعلومات الخاصة من جانب الحكومات.

وقام سنودن بكشف معلومات مختلفة منذ 5 يونيو تاريخ نشر صحيفتي الغارديان البريطانية وواشنطن بوست الأميركية أول دفعة من المعلومات المثيرة عن جمع وكالة الأمن القومي الأميركي معلومات عن المكالمات الهاتفية في الولايات المتحدة واتصالات لأجانب عبر الإنترنت.

استمرار التجسس

والأحد، أكدت صحيفة صنداي مورنينغ بوست أن وكالة الأمن القومي تطلع على "ملايين الرسائل الهاتفية القصيرة" المرسلة عبر شبكات الهاتف الصينية. وردت بكين بنبرة حادة على هذه المعلومات، إذ وصفت وكالة الصين الجديدة الولايات المتحدة بأنها ""أكبر نذل في عصرنا" في مجال الهجمات المعلوماتية.

وقالت الوكالة الصينية الرسمية إن هذه الاتهامات "تدل على أن الولايات المتحدة التي حاولت لفترة طويلة أن تقدم نفسها على أنها ضحية بريئة للهجمات الإلكترونية، هي أكبر نذل في عصرنا" في هذا المجال.

وقالت الصين الجديدة إن الولايات المتحدة حاولت تسلم سنودن من هونغ كونغ المنطقة الصينية التي تتمتع بحكم ذاتي ولجأ اليها الرجل.

كذلك قال سنودن في مقابلة مع صحيفة صنداي مورنينغ بوست أجريت في 12 يونيو الجاري، بحسب الصحيفة، إن وكالة الأمن القومي الأميركية "تقوم بشتى الأمور، مثل قرصنة شركات اتصالات صينية لسرقة رسائلكم النصية".

وفي وقت سابق، تحدثت صحيفة الغارديان عن برنامج يطلق عليه اسم "تمبورا" ويقوده المركز البريطاني للتنصت. ويسمح هذا البرنامج بجمع معلومات عن الاتصالات عبر الإنترنت والهاتف يتم نقلها عبر أسلاك للألياف البصرية.

كذلك تطرق سنودن إلى عملية قرصنة واسعة النطاق من جانب جامعة تسينغوا المرموقة والتي تعد من بين خريجيها الرئيس الصيني الحالي شي جينبينغ والرئيس السابق هو جينتاو.