أغلق نشطاء إسلاميون في بنغلاديش الطرق المؤدية إلى العاصمة دكا وعزلوها عن باقي أنحاء البلاد لدعم مطالبتهم الحكومة بسن قانون جديد يكافح التجديف ضد الإسلام، وفقاً لما ذكرته مصادر أمنية بنغالية.

وقالت الشرطة إن جماعة تشكلت حديثا تطلق على نفسها اسم "حفظة الإسلام" هي التي نظمت هذه الاحتجاجات، ولم لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات رغم انتشار رجل الأمن في المنطقة.

ورفضت الحكومة في هذا البلد، ذي الأغلبية الإسلامية، مطلب هذه الجماعة، مشيرة إلى أن القوانين الليبرالية العلمانية هي التي تحكم البلاد.

وكانت الحركة قد منحت الحكومة مهلة حتى الأحد، الخامس من مايو، لسن قانون جديد ضد التجديف وحظر الاختلاط بين النساء والرجال وجعل التعليم الإسلامي إجبارياً، وهو جدول أعمال يقول منتقدون إنه سيكون بمثابة "طلبنة" لبنغلاديش، نسبة إلى حركة طالبان في أفغانستان.

يذكر أن عشرات الأشخاص سقطوا قتلى في اشتباكات هذا العام بين نشطاء إسلاميين وقوات الأمن، وبدأت سلسلة من الإضرابات العامة التي دعت إليها أحزاب المعارضة تؤثر على الاقتصاد الهش للبلاد.

وفي فبراير الماضي، اندلعت توترات عندما أصدرت محكمة شكلتها الحكومة للتحقيق في انتهاكات إبان حرب الانفصال عن باكستان عام 1971، حكماً بالسجن مدى الحياة على زعيم بالجماعة الإسلامية ولم تصدر عليه حكم بالإعدام.

وتنفي الجماعة الإسلامية، وهي حليف إسلامي لحزب بنغلاديش الوطني، الذي عارض الاستقلال عن باكستان الاتهامات بأن بعضاً من زعمائها ارتكبوا جرائم قتل واغتصاب وتعذيب خلال الحرب.

من احتجاجات المدونين في بنغلاديش بعد اعتقال السلطات لثلاثة من زملائهم

وأثار عدم صدور حكم بالإعدام على عبد القادر ملا، أحد زعماء الجماعة الإسلامية، غضباً عاماً أججه نشطاء علمانيون استخدموا مدونات ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت للدعوة لاحتجاجات حاشدة.

وتدفق عشرات الآلاف على منطقة شاهباج، بوسط دكا، ونظموا تجمعات حاشدة ووقفات احتجاجية، ويشار إلى حركتهم على أنها حركة "ميدان التحرير" في إشارة إلى الميدان الواقع بوسط القاهرة في مصر الذي كان مركزا للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 .

وتخلى عمران ساركر عن وظيفته كطبيب ليقود الحركة ويقول إن نحو 60 ألف نشط على الإنترنت توحدوا الآن تحت لواء "شاهباج" ضد ما وصفه بـ"جرائم الحرب والأصولية الإسلامية".

وجاء ظهور "حفظة الإسلام" كرد إسلامي على حركة "شاهباج".

ومن بين زعماء حفظة الاسلام، المفتي فيض الله، الذي قال في تصريح لرويترز إن أنصار الحركة سيصيبون دكا بالشلل في الخامس من مايو إذا لم تنفذ الحكومة قائمة من 13 مطلبا بينها الدعوة لسن قانون جديد ضد التجديف.