رصدت السلطات في الولايات المتحدة الأميركية خلال الأيام الماضية طرودا ورسائل مشبوهة موجهة إلى الرئيس الأميركي وأعضاء في مجلس الشيوخ، ما أعاد تسليط الضوء على سلاح "الرسائل المميتة" الذي استخدمته أجهزة مخابرات ومنظمات مسلحة في عمليات تصفية الخصوم أو حتى لإرهاب دول.

وتعرضت الولايات المتحدة في أكتوبر 2010 لوابل من "الطرود المفخخة"، تبين لاحقا أنها كانت مرسلة من قبل تنظيم القاعدة في اليمن إلى عدد من المؤسسات الدينية والحكومية ومخطط لها أن تنفجر لدى وصولها إلى وجهتها النهائية، الأمر الذي أثار الرعب في البلاد.

كما انتقل هذا الرعب إلى دول أوروبية عدة، لاسيما اليونان التي اجتاحتها في نوفمبر من العام نفسه موجة من تلك الطرود التي أرسلت إلى السفارات البلغارية والروسية والتشيلية والألمانية والسويسرية، وانفجر أحدها من دون أن يسفر عن ضحايا.

وعلى الرغم من الهلع التي خلفته تلك الهجمات، إلا أن تأثيرها لا يضاهي الرعب الذي خلفته موجة من رسائل وطرود مجهولة المصدر وتحتوي على مادة الجمرة الخبيثة اجتاحت الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية.

وفي حين لم تسفر تلك "الرسائل" عن قتلى أو جرحى واقتصرت أضرارها على "الإرهاب المعنوي"، أتقن جهاز الموساد الإسرائيلي استخدام ذلك السلاح في القرن الماضي، إذ نجح في إيصال "رسائله الدامية" إلى عدد من القيادات في المنظمات الفلسطينية.

ومن أبرز تلك العمليات، الرسالة المفخخة التي بترت أصابع يد المفكر الفلسطيني، أنيس صايغ في 19 يوليو 1972، وأعقبها الموساد بعد أيام بطرد مفخخ انفجر بين يدي القيادي في منظمة التحرير، بسام أبو شريف، وأسفر عن بتر عدد من أصابع يديه وفقدانه إحدى عينيه.

كما ينسب إلى جهاز الموساد توجيه عدد من "اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣﻠﻐوﻣﺔ" إلى علماء ألمان عام 1962 خلال تواجدهم على الأراضي البريطانية، وذلك بعد أن أثار تعاونهم العسكري مع نظام الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، مخاوف الحكومة الإسرائيلية.

ولم تقتصر عمليات الطرود الملغومة على الموساد، فالجيش الجمهوري الإيرلندي نفذ عددا من العمليات المماثلة خلال الحرب التي خاضها ضد الحكومة البريطانية، قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق سلام عام 1998.