بعد تبادل ضربتين عسكريتين بين باكستان وإيران، تبقى الجبهة المتوترة بين البلدين مفتوحة على كل الاحتمالات نتيجة لما وصفه خبراء بـ"الحسابات الخاطئة" للحرس الثوري الإيراني، الذي "فوجئ" برد إسلام آباد.

ويوضح محللان سياسيان لموقع "سكاي نيوز عربية"، جذور الخلافات بين إسلام آباد وطهران وحدود التصعيد المتوقعة بينهما، والرسائل التي يحرص كل طرف على إرسالها بقصف أراضي الآخر.

باكستان وإيران.. القوة العسكرية

ماذا حدث في الساعات الأخيرة؟

  • نفذ الجيش الباكستاني ضربات مساء الأربعاء في إيران، حسبما أعلن مسؤول استخباراتي باكستاني.
  • الضربات نفذت ضد مجموعات مُسلحة مناهضة لباكستان داخل إيران.
  • جاءت الهجمات بعد يومين على تنفيذ طهران ضربات ضد "أهداف إرهابية" في باكستان، حسب تعبير إيران.
  • عرضت بكين على لسان المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ الوساطة بين البلدين، قائلة: "نحن على استعداد للعب دور بناء في خفض التصعيد في حال رغب الطرفان بذلك".
  • تحدثت تقارير إعلامية باكستانية عن عدم قبول الوساطة.

خلافات قديمة ورد مفاجئ

وتحدث الخبير في الشؤون الإيرانية وجدان عبد الرحمن لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن دوافع استهداف إيران لجماعة داخل باكستان في هذا التوقيت:

  • الخلافات الإيرانية الباكستانية قديمة وتأزمت مؤخرا، لأن باكستان تعتقد أن إيران تتعاون مع الاستخبارات الهندية في دعم معارضي بلوش لإسلام آباد، بينما تعتقد إيران أن باكستان تؤوي جماعات من البلوش المعارضين لطهران داخل أراضيها.
  • الأحداث الأخيرة حسابات خاطئة للحرس الثوري الإيراني الذي يريد نقل المشاكل الداخلية إلى خارج الحدود، عبر إظهار قدرته العسكرية وقوة إيران على الردع.
  • طهران أرادت كذلك أن توجه لإسرائيل رسالة بأن صواريخها التي وصلت إلى باكستان قادرة على الوصول إلى تل أبيب حال استهدفت إيران، وكذلك رسالة بالقدرة على الردع موجهة لواشنطن والغرب بشأن خلافاتهما معها حول الملف النووي الإيراني.

أخبار ذات صلة

جيش باكستان يعلن الأسلحة المستخدمة في "ضربات بلوشستان"
ارتفاع حصيلة قتلى "ضربات باكستان" في عمق إيران

حدود التصعيد

يستند عبد الرحمن في توصيفه للضربة الإيرانية لباكستان بـ"الخاطئة"، إلى أن الحرس الثوري "لم يكن يتوقع الرد الباكستاني بهذه الدرجة، فقد اعتقد أن أزمات باكستان ستعطلها، لكن جاء الرد الباكستاني أكبر من الضربة الإيرانية".

وعن رد فعل طهران المتوقع، قال:

  • أستبعد أن ترد على الضربة الباكستانية لأن إسلام آباد بعثت من ناحيتها برسالة لإيران واضحة وحازمة، بأنه لا مجاملة ولا مهادنة بالنسبة إلى انتهاك أراضيها، ومتوقع أن يقتصر الأمر على الشجب الإعلامي.
  • إيران ليست لديها القدرة على مواجهة باكستان، خاصة وهي مقبلة على انتخابات البرلمان في مارس، بجانب مشاكلها الاقتصادية.

ويقول المحلل السياسي الباكستاني رئيس معهد الباب للدراسات الاستراتيجية جاسم تقي، إن حدود التصعيد مرهونة بالرد الإيراني على الضربات الباكستانية، فـ"إن استمرت طهران في التصعيد سترد باكستان بتصعيد أكبر"، ويضيف:

ويضيف تقي: "التصعيد قد يأخذ طابعا دوليا، لأن باكستان عضو في منظمة "سينتكوم" الأميركية، التي تلزم واشنطن بالدفاع عن باكستان في حال الحرب بينها وبين أي دولة أخرى.

ويدعو الباحث الباكستاني لوساطة خارجية مستقلة لإيقاف الحرب، ولتدخل الأمم المتحدة في التوصل لتهدئة تجنبا لاشتعال الأوضاع.

ووفق تقي كذلك، فإن الرد الباكستاني جاء "غير متوقع"، خاصة أن إسلام آباد ردت بقصف أشد، واستهدفت المناطق التي انطلقت منها الصواريخ الإيرانية، مؤكدة لطهران أن لديها القدرة على المواجهة.