تخطط قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية وقوات الجيش الأميركي لإجراء مناورات عسكرية مشتركة في جنوب وشمال اليابان خلال الفترة ما بين 14 و31 أكتوبر المقبل، خطوة تزامنت مع زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا، والتي وصفتها واشنطن بالزيارة الـ"مثيرة للقلق".

مناورات أميركا مع اليابان بالقرب من حدود روسيا لم تعد الأولى خلال الأشهر الماضية، حيث تستضيف أرمينيا "أحد حلفاء روسيا" مناورات مشتركة (إيغل بارتنر 2023) حتى 20 سبتمبر الجاري، فهل تخطط واشنطن لإثارة قلق موسكو من خلال لعبة المناورات عبر الحدود؟

مناورات روتينية أم خلق صراعات لحلفاء موسكو؟

يرى الباحث في العلاقات الدولية‏ لدى ‏معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، أن المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة واليابان تتم بصورة روتينية ومسألة دورية؛ فأميركا تتواجد بمكانة معززة في اليابان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وإعلان استسلام (دول الحلفاء) ومن بينها طوكيو على وجه الخصوص آنذاك، وهناك أيضًا اتفاقيات دفاع مشترك بين الولايات المتحدة واليابان وتسمح بإجراء مناورات عسكرية وتدريبية بصفة منتظمة بين البلدين.

وقال يسري عبيد في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" إن الولايات المتحدة لديها التزام عسكري يحتم عليها الدفاع عن اليابان ضد أي تهديد أو خطر مضاد، وبالتالي فإن أميركا تغذي أي عداء أو توتر بين موسكو وكل الدول المجاورة لها، لتطويق الدولة الروسية بدولِ كارهةٍ لها وإذابة ما يعرف بالدول الصديقة لـ"موسكو".

أخبار ذات صلة

موسكو: قاذفتا قنابل Tu-95M تقومان بطلعة جوية فوق بحر اليابان
بدء مناورات أميركية يابانية بعد "الصاروخ الكوري الشمالي"

 

وربط عبيد بين المناورات وعددِ من المتغيرات الدولية والسياسية على الساحتين الآسيوية والعالمية:

  • زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا وصور التعاون العسكري في مجال الصواريخ الفضائية والأقمار الصناعية.
  • رسالة متجددة إلى الصين المستفزة دائمًا بأي وجود أميركي قرب حدودها أو في بحر اليابان.
  • إجراء المناورات العسكرية في منطقة بحر الصين الجنوبي تمثل رسالة مزدوجة ضد تعاون (روسيا والصين) معًا.
  • تهديد مناطق أقصى الشرق الروسي بمناورات عسكرية أميركية يابانية سيسمح بميلاد توتر جديد لحليف موسكو (بيونغ يانغ).

في السياق يقول الخبير والباحث الروسي في العلاقات الدولية، تيمور دويدار، إن التعاون العسكري والمناورات التي تتم بشكل مستمر وتقليدي منذ عقود بين واشنطن وطوكيو فهي مخصصة لاستفزاز وإظهار قدرات الردع (الهجومية والدفاعية) لدى كوريا الشمالية والصين في المقام الأول وهذا منذ عهد الاتحاد السوفييتي سابقًا.

ويضيف تيمور دويدار في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن أميركا تحرص على تطوير وجودها العسكري في مناطق تشكل "سوارًا" حول بكين وموسكو ما يفسر وجود منظومة "ثاد" الأميركية على أراضي كوريا الجنوبية وإجراء مناورات مستمرة مع (سول وطوكيو) وأخيرًا الإعلان عن مناورات أميركية أرمينية التي تصنف أنها من أصدقاء روسيا.

أخبار ذات صلة

"السيف المشحوذ" يجمع اليابان وأميركا في مناورات تاريخية
ترامب في كوريا.. و3 حاملات طائرات تجتمع لأول مرة
مناورات عسكرية أميركية يابانية ردا على صاروخ بيونغ يانغ

 لعبة إشعال الحدود

تخطط قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية وقوات الجيش الأميركي لإجراء مناورات عسكرية مشتركة في جنوب وشمال اليابان خلال الفترة ما بين 14 و31 أكتوبر المقبل، في محافظتي "أوكيناوا" جنوبي البلاد، و"هوكايدو" شمالي البلاد، و"كيوشو" جنوب غرب البلاد، وتستند إلى سيناريو قتالي ضد الطائرات والسفن.

ويأتي من بين الخطة الموضوعة للتدريبات، نشر حوالي 80 جنديًا من البحرية والجيش الأميركي في معسكر قوات الدفاع الذاتي البرية لأول مرة في جزيرة إيشيجاكا النائية، جنوب غرب محافظة أوكيناوا، ومن المتوقع أيضًا أن تمارس القوات أنشطة المراقبة باستخدام الرادار في نموذج للقتال.

من جانبه يربط الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، الإعلان عن قرب إقامة مناورات أميركية يابانية جديدة في أكتوبر، مع استضافة أرمينيا مناورات مشتركة، التي تستمر حتى 20 سبتمبر الجاري، مع قوات حفظ السلام الأميركية يُعد مؤشرا هاما.

ويقول ديميتري فيكتوروفيتش، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن واشنطن اعتمدت استراتيجية جديدة بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد وهو إشعال حدود روسيا، فالولايات المتحدة لا تزال مستمرة في سياستها الرامية منذ عقود إلى تقسيم إرث الاتحاد السوفييتي، وحاليًا تعمل على ضم دول صديقة لـ"روسيا" من بينها جورجيا وأرمينيا إلى منطقتها المغناطيسية عسكريًا وسياسيًا لتأزيم علاقات الدولة الروسية بجيرانها وحلفائها في منطقة "بحر البلطيق".