تواجه قمة مؤتمر المناخ "كوب 28" تحديا ثقيلا في ملف الاختباس الحراري، بعدما "فشلت" جهود وقف إزالة الغابات، وصلت لمستويات قياسية عام 2022.

وبتعبير أحد خبراء حماية البيئة في تعليقه لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن نسبة الفاقد من الغابات في هذه المدة القصيرة يعني "فقدان السيطرة" على الأنشطة التي تسبب هذا الفقد، معددا ما يقف وراء ذلك.

وجاء في دراسة عن تدمير الغابات المطيرة في العالم، أن عام 2022 شهد تصعيدا كبيرا في إزالتها، وذلك رغم التعهدات العالمية بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030.

ووفق للدراسة التي نشرتها مجلة "غلوبال فورست ووتش"، المتخصصة في مراقبة إزالة الغابات، مؤخرا، فقد تم فقدان مساحة من الغابات الاستوائية بحجم سويسرا عام 2022، بعد أن ارتفع تدمير الغابات بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق.

في عام الاستدامة.. فكر باستدامة وكن بطل الكوكب!

أخبار ذات صلة

هل تنعش خطة 2030 البرازيلية "رئة العالم"؟
رئيس COP28 يؤكد.. العالم بحاجة لخطة "واقعية" للعمل المناخي
الكشف عن التأثير الخطير لإزالة الغابات على معدل هطول الأمطار
الأمازون تئن.. هل تنجح خطة البرازيل لإنقاذ "رئة الأرض"؟

 فقدان السيطرة

الخبير البيئي، أيمن قدوري، عضو الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، يرى في تعرض الغابات الاستوائية الأولية لعمليات إزالة "نذيرا لتسارع خطير جدا، يدل على فقدان السيطرة بشكل كامل على هذا الملف":

ويتابع موضحا:

  • كون هذه الغابات دائمة الخضرة، وتمتاز بأجواء رطبة مطيرة معظم ايام السنة لم تعاني سابقا من فقدان أجزاء منها بالقدر الذي فقدته عام 2022 الذي يقدر بحوالي 4 مليون هكتار نتيجة النشاط البشري.
  • للأسف هذا الأمر يعكس عدم جدية 190 دولة موقعة على اتفاقية باريس عام 2015، وبحدود 143 دولة موقعة على اتفاقية غلاسكو عام 2020 من بينها البرازيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوليفيا وإندونيسيا وماليزيا الدول التي تضم الجزء الأكبر من الغابات الاستوائية.
  • رغم انه لا توجد أسباب تبيح إزالة الغابات بصورة عامة، لكن الطمع البشري وتغليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة وراء الإفراط في إزالة الغابات بغرض استغلالها لأغراض اقتصادية وتهجير السكان الأصليين.
  • هذه الأعمال معظمها تتم بتوفير غطاء ودعم حكومي، والتنفيذ يتم عن طريق شركات متخصصة كما حصل في البرازيل في عهد الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، وفي إفريقيا أيضا تسيطر على عملية إزالة الغابات مجموعات متخصصة، وبدعم دول خارج حدود القارة لمنافع اقتصادية بحتة.
  • في آسيا الأمور أفضل بعض الشيء، ولازالت إندونيسيا تسعى للمحافظة على مساحة الغابات، وتعتبر تجربتها الأنجح على مستوى الدول المتعهدة بالحفاظ علل غابات الكوكب.
    • خسارة 4.1 مليون هكتار من الغابات الاستوائية من شأنه أن يزيد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار ما تنتجه الهند من انبعاثات الوقود الأحفوري سنويا حوالي 2.7 غيغاطن.
  • كل المؤشرات البيئية تدل على أن المساعي الرامية للمحافظة على الغابات، ومنع تدهور الأراضي قد فشلت.
  • نجدد الدعوة لضرورة وضع استراتيجيات جديدة تتلاءم مع خطورة الموقف، وباتخاذ إجراءات جدية خلال قمة المناخ "كوب 28" المقررة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع وصع سقف زمني جديد للحد من إزالة الغابات.

أخبار ذات صلة

رئيس البرازيل يحمل "رئة العالم" إلى قمة المناخ في شرم الشيخ
حرارة قياسية وحرائق.. وتحذير من "انتحار جماعي" للبشرية
البرازيل وإندونيسيا والكونغو.. تعهد بحماية غاباتها المطيرة

 زيادة الاحتباس الحراري

عن دوافع تسريع إزالة الغابات، تحدثت الدراسة التي نشرتها مجلة "غلوبال فورست ووتش"، عن أن خسارة مساحة ما يعادل 11 ملعب كرة قدم في الدقيقة وراءه استخدام أراضيها للزراعة والتعدين والأنشطة التجارية.

وهذا التدمير تبدو خطورته من أن الغابات الاستوائية هي مخازن مهمة لثاني أكسيد الكربون، وتمتص الغابات المطيرة في البرازيل، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإندونيسيا كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري.

ومعنى ذلك أن إزالة أو حرق هذه الغابات القديمة، سيرفع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي؛ ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، بحسب الدراسة ذاتها.