على مدار 10 أشهر، تكتسي ردود فعل الصين تجاه السياسات الأميركية ناحيتها باللهجة الحادة والخطوات الهجومية، كلما شعرت بتقدُّم خطوات واشنطن لإزاحة النفوذ الصيني من بحر الصين الجنوبي وتايوان، وفق خبراء.

يتتبع محللان سياسيان خلال تعليقهما لموقع "سكاي نيوز عربية"، تغيُّر حدة وطبيعة ردود الفعل الصينية إزاء واشنطن، منذ أغسطس 2022، من وضع الهدوء أو التحفّز، إلى وضع الهجوم والردع، خاصة مع زيادة الاعتراضات والمناوشات العسكرية جوا وبحرا بين البلدين الأسابيع الأخيرة.

مناوشات متلاحقة بحرا وجوا

  • مطلع الأسبوع، أعلن الجيش الأميركي أن فرقاطة صينية نفَّذت مناورة "خطيرة" أمام بارجة أميركية تبحر قرب مضيق تايوان.
  • حدث هذا بعد أيام قليلة من إعلان واشنطن اعتراض طائرة مقاتلة صينية لطائرة استطلاع أميركية كانت تجري مسحا فوق بحر الصين الجنوبي.
  • في المقابل، ترد الصين برواية أخرى، وهي أن واشنطن حاولت "التعدي" على سيادتها في البحر، وتنفِّذ طلعات تجسسية ضد قطع بحرية ومواقع حسّاسة تحت السيادة الصينية.
  • الأحد، دافع وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو، عن إبحار الفرقاطة الصينية عبر مسار البارجة الأميركية ومعها فرقاطة كندية في مضيق تايوان أمام منتدى "حوار شانغري لا" في سنغافورة، بقوله إن الصين ليست لديها أي مشكلات مع المرور الحر، لكن "يجب علينا منع المحاولات التي تحاول استخدام تلك الحريات المرتبطة بالملاحة لممارسة الهيمنة على الملاحة".

أخبار ذات صلة

أميركا تعرض فيديو لسفينة صينية تقترب من مدمرة أميركية
بعد فيديو المواجهة.. الصين تدافع عن تصرفها مع سفينة أميركية

تدهور 10 أشهر

يقول مازن حسن، المتخصِّص في الشؤون الصينية، إن التصعيد الأميركي، اقتصاديا وسياسيا، ضد الصين جعل ردود فعل بكين تختلف عما كانت عليه من هدوء.

يضرب حسن أمثلة من خلال مراجعة ردود فعل بكين في عدة مناسبات:

  • أبرز الضغوط خلال عام بدأت بزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركية السابقة، نانسي بيلوسي، لتايوان، أغسطس 2022، رغم الرفض الصيني المشدد؛ وهو ما ردت عليه بكين بإجراء مناورات ضخمة لم تقُم بمثلها منذ وقت طويل حول الجزيرة، تضمنت إبراز قدرتها على فرض حصار بحري ثم جوي عليها.
  • فرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين صينيين، بينهم وزير الدفاع، وأعلنت عن صفقات تسليح كبيرة لتايوان، بالتزامن مع فرضها حصارا على تصدير منتجات الرقائق الإلكترونية للصين لضرب اقتصادها.
  • تأتي اعتراضات الصين للقطع العسكرية الأميركية بحرا وبرا كأحد ردود الفعل التي تعبِّر بها بشدة عن رفضها لهذه السياسات الأميركية ناحيتها.

بوصف حسن، فإن البلدين يعيشان الآن أجواء الحرب الباردة.

تنطلق خلافات بكين وواشنطن في منطقة بحر الصين الجنوبي من رفض الصين لأي تدخل أميركي في شؤون تايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها، أو دعم من تصفهم بـ"الانفصاليين" فيها، وكذلك محاولة واشنطن مزاحمة بكين في الهيمنة على النفوذ البحري هناك.

أخبار ذات صلة

استفزاز صيني "عسكري" لأميركا.. فيديو للمواجهة
بعد حادثتين.. البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة"

على وشك الانفجار

بدوره، يتفق الخبير في العلاقات الدولية، جاسم مطر، في أن الصين بدأت تغيُّر استراتيجيتها في التعامل مع الولايات المتحدة "فبعد أن كانت تعتمد سياسة الهدوء والرد المتوازن، بدأت تكشّر عن أنيابها، وتفرض أوضاعا سياسية وعسكرية على تايوان وحليفتها واشنطن؛ ردا على ما تقوم به الأخيرة".

يحذِّر الخبير في العلاقات الدولية، جاسر مطر، من أن استمرار الضغط والتصعيد بين البلدين سيفجّر المنطقة في أي لحظة، خاصة أن عمليات الاعتراض العسكرية التي باتت تتكرر بينهما "تنجم عنها كوارث أحيانا".

في تقديره، فإن "الاعتراضات الصينية (العسكرية للسفن والطائرات الأميركية) التي نفّذتها بكين مؤخرا لم نشهدها منذ فترة كبيرة، ولو استمرّت الأمور على هذا النحو نستطيع أن نقول إن المواجهة قريبة للغاية، والأوضاع أصبحت على وشك الانفجار، وستكون أرض المعركة تايوان".