مع فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية جديدة لحكم تركيا حتى عام 2028، تنبئ العديد من المؤشرات بأنها ستكون أصعب فترات حكمه.

ويطرح محللون أتراك هذه المؤشرات، سواء ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، ويرصدون ما تعنيه اتجاهات تصويت الناخبين، ونسب الأصوات التي حصل عليها تحالف "الشعب" الذي يقوده أردوغان.

صعوبات انتخابات 2023

  • لأول مرة يذهب أردوغان لجولة إعادة في انتخابات الرئاسة التي كانت نتائجها متقاربة للغاية مع منافسه كمال كليجدار أوغلو.
  • تراجع نسبة التصويت لحزب العدالة والتنمية لتصل إلى 34.3 في المئة لأول مرة في الانتخابات التشريعية التي جرت 14 مايو، بينما كانت 42.5 في المئة في انتخابات 2018 التي اضطر فيها الحزب للدخول في تحالف لأول مرة مع حزب الحركة القومية لتامين الأغلبية النيابية.
  • بتتبع تاريخ الحزب في الانتخابات منذ 2002، نجده وقتها حقق الأغلبية المطلقة بحصوله على 363 نائبا من أصل 600 نائبا، في حدث نادر في تركيا، ولكن بعدها بدأ التصويت له في تراجع مستمر، كالتالي:
  • انتخابات 2002 حصد 363 نائبا.
  • انتخابات 2007 حصد 341 نائبا.
  • انتخابات 2011 حصد 326 نائبا.
  • انتخابات 2015 حصد 258 نائبا.
  • انتخابات 2018 حصد 295 نائبا.
  • انتخابات 2023 حصد 266 نائبا.
  • في انتخابات 2023، لأول مرة تتوحد كبرى أحزاب المعارضة في تحالف واحد، هو "تحالف الأمة" لتخوض بها السباقين الرئاسي والبرلماني.
  • ما سبق يعني أن أردوغان سيواجه لأول مرة معارضة قوية مدعومة بظهير يكاد يصل إلى نصف الشعب، وعليه التعامل مع هذا الإشكال مستقبلا.

أخبار ذات صلة

ماذا يعني فوز أردوغان بولاية جديدة لتركيا والعالم؟
قادة يهنئون أردوغان بالفوز بولاية رئاسية جديدة

أسباب التراجع

ويوضح المحلل السياسي التركي، هشام غوناي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، ما وراء التراجع في التصويت لأردوغان وحزبه على مدى عقدين:

  • أثرت التحالفات الموجودة على التصويت للحزب.
  • الأزمة الاقتصادية، والتي يرجعها كثيرون للحكومة، مثل عدم قدرة الحزب على كبح جماح التضخم وأسعار الفائدة.
  • تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية أدى إلى جنوحه نحو التوجهات القومية، ولاسيما تجاه الأكراد.
  • التحالف مع حزب "هدى بار" (كردي إسلامي) أثار قلق النساء حول حقوق المرأة.

البحث عن بديل

يطرح أيدوغان أونال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيجه، أسبابه وراء تراجع حزب العدالة والتنمية، خاصة في المدن الكبرى.

هذه الأصوات لم تذهب للمعارضة ككتلة، بل ظلت في دائرة تحالف حزب "الشعب" الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، ولكنها ذهبت إلى حلفاء الحزب في انتخابات البرلمان، وهما حزبا الحركة القومية والرفاه الجديد؛ ما يعني أنهم يبحثون عن بديل.

من مؤشرات ذلك انخفاض عدد نواب حزب العدالة والتنمية في كانكيري وبولو، وفي إسبرطة، حتى خسر نائبين، مع زيادة التصويت لحليفه حزب الحركة القومية، إضافة لحزب الشعب الجمهوري.

تحول كبير

يؤيد هذا الرأي كريم أوكتيم، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، قائلا: "إنه رغم استمرار ولائهم لأردوغان، هناك كثير من جمهور حزب العدالة والتنمية يعتقد أن الحزب بدأ في التدهور ويبحث عن بدائل".

ويشير بدوره إلى أن "بعض الأصوات التي لم تصوت لحزب العدالة والتنمية تحولت إلى حليفيه، وعلى هذا، لم يخسر حزب الحركة القومية أصواتا تقريبا، وفاز تحالف الشعب بالأغلبية، بحصوله على نسبة 49 في المئة في الانتخابات العامة".

وبتعبيره فرغم فوز تحالف الشعب بالأغلبية، لكن يوجد "تحول كبير" لأن كثير من الناخبين تحولوا لأحزاب أخرى في التحالف بعيدا عن حزبهم التقليدي.