للمرة الثانية الشهر الجاري، توجه موسكو اتهامات لأوكرانيا باختراق العمق الروسي برا وجوا، بعد إسقاط طائرة مسيرة قرب العاصمة، الأحد، تزامنا مع اشتداد المعارك دون حسم بين الجانبين في ميدان القتال بأوكرانيا.

ويتوقع خبير عسكري روسي زيادة اعتماد كييف على تلك الهجمات المنفردة الأيام القادمة؛ نتيجة "اليأس والخسائر الميدانية"، بينما يؤكد باحث أوكراني أن العمق الروسي "هدف مشروع" لبلاده، وهدف هذه الهجمات "التشتيت العسكري" لموسكو.

وفي بيان للصحافة، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أنها أسقطت طائرة مسيرة طراز "ستريج تو- 141" سوفيتية الصنع قرب مدينة كيرييفسك في مقاطعة تولا غربي روسيا، على بعد 200 كم جنوب موسكو.

وتسبب الهجوم في انفجار بوسط كيرييسفك، وإصابة 3 أشخاص وتضرر 5 مبانٍ سكنية، وفق وكالة "تاس" الروسية.

"غير مؤثرة"

فوروجتسوف ستاريكوف، الباحث الروسي في مؤسسة "فولسك" العسكرية، يهون من شأن "الاختراقات" الأوكرانية بقوله إنها "عشوائية وغير مؤثرة"، ويفسر حدوثها بأن:

  • كييف تلجأ إليها كلما زاد عليها الخناق في أرض المعارك وتقدمت القوات الروسية؛ فخلال شهري فبراير ومارس استهدفت العمق الروسي 3 مرات، وحدث ذلك بعد "حصار" روسيا لمدينة باخموت، واقتراب المعارك من الحسم.
  • كييف تستغل تلك الهجمات العشوائية لرفع الروح المعنوية لجنودها.
  • تحاول تصوير الأمر للغرب على أنها قادرة، وتستهدف العمق الروسي بسهولة.

أخبار ذات صلة

"ترسانة السلاح تنفد".. ماذا ستفعل أوكرانيا بعد إعلان التشيك؟
روسيا تسقط طائرة مسيرة أوكرانية تستهدف جنوبي موسكو

ثغرة بالمجال الجوي

من المعسكر الأوكراني، يشير أوليغ زدنوف، المحلل العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات، لما وصفها بـ"ثغرة" كشفتها تلك الهجمات في دفاعات المجال الروسي، والتي "لم تنجح في اكتشاف المسيرات إلا بعد دخولها العمق وقطعها مئات الكيلومترات".

وبدوره يفسر أسباب لجوء بلاده لهذه الهجمات، ولكن بمنظور مختلف:

  • كلما زاد الضغط في العمق الروسي بهذه الهجمات كلما زاد السخط داخل البلاد على الكرملين.
  • استهداف العمق يُظهر قدرة كييف على نقل المعركة إلى روسيا.
  • أوكرانيا تثبت نجاحها في الحفاظ على وتيرة صنع وتجميع المسيرات في الداخل رغم استهداف موسكو "الهستيري" لمراكز تلك المسيرات في قلب كييف.
  • موسكو لن تقوم بتصعيد الصراع حال استهداف أراضيها، كما يشير تقييم القادة الأوكرانيين، والأحداث تظهر صدقهم.

ومنذ أيام أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خطة لتحديث أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ في موسكو، بعد سلسلة هجمات بطائرات مسيرة على الأراضي الروسية، مشيراً إلى أن تطوير أسلحة الدفاع الجوي "من أولويات" الجيش.

ليست الأولى

خلال الأشهر الأخيرة، شرعت كييف في استهداف العمق الروسي بالمسيرات؛ ما دفع موسكو إلى نشر صواريخ دفاع جوي فوق أسطح البنايات وفي محيط العاصمة بالكامل:

  • ديسمبر 2022، طائرة مسيرة أوكرانية تستهدف القاعدة الرئيسية للقاذفات الاستراتيجية الروسية قرب مدينة ساراتوف.
  • فبراير 2023، سقطت مسيرة في بلدة غوباستوفو تبعد 100 كلم عن موسكو.
  • مارس، تسللت مجموعة نسبتها مصادر روسية لأوكرانيا، إلى منطقة بريانسك، واحتجزت رهائن لفترة وجيزة، في أول "اختراق" بري منذ بداية الحرب.