قرر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عزل قائد شرطة تل أبيب على إثر إغلاق الطرقات خلال احتجاجات متصاعدة للمعارضة.

واضطر نتنياهو، إلى استخدام مروحية للوصول إلى المطار الدولي الرئيسي للقيام بزيارة خارجية رسمية، بعد أن منعته حشود من السيارات والمتظاهرين من الوصول إلى هناك بالسيارة.

وتأتي المظاهرات ضمن احتجاجات شعبية واسعة منذ أكثر من شهرين ضد خطته المثيرة للجدل لإصلاح القضاء.

وكرر بن غفير في وقت سابق أكثر من مرة بأنه يرى أن إغلاق الطرقات خط أحمر.

وأعطى بن غفير التعليمات للشرطة الإسرائيلية في تل أبيب بمنع إغلاق الطرقات من قبل المعارضة بأي ثمن.

وسبق هذا القرار تصريحات من مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي  اتهموا فيها قادة الشرطة الإسرائيلية بالتعاون مع المعارضة.

وأطلق يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء تصريحات اتهم فيها القيادات الأمنية في الشرطة الإسرائيلية بأنها متعاونة مع المعارضة.

أخبار ذات صلة

كيف وضع طيارو "إل عال" نتنياهو وزوجته في موقف محرج؟
عشرات الطيارين الإسرائيليين يرفضون تدريبا عسكريا.. ما القصة؟

 قطع طريق نتنياهو

وركز المتظاهرون الخميس جهودهم على قطع طريق نتنياهو إلى المطار ضمن مساعيهم المكثفة لمعارضة التعديلات القضائية، مما دفعه إلى استقلال مروحية للابتعاد عن الازدحام المروري الذي تسبب فيه الاحتجاج.

وأثرت الاضطرابات اليوم الخميس على زيارة وزير الدفاع الأميريكي لويد أوستن للبلاد، والذي اضطر إلى إعادة ترتيب جدوله الزمني للإبقاء على اجتماعاته بالقرب من المطار.

وتناول أوستن بشكل موجز الشأن الداخلي الاسرائيلي خلال مؤتمر صحفي، حيث كرر تعليقات أدلى بها مؤخرا الرئيس الأميركي جو بايدن حين قال إن "عبقرية الديمقراطية الأمريكية والديمقراطية الإسرائيلية تكمن في أن كلتيهما بنيت على مؤسسات قوية، وعلى المراقبة والتوازنات، وعلى استقلالية السلطة القضائية".

وتوجه المتظاهرون، الذين أعلنوا اليوم ”يوم مقاومة الدكتاتورية”، إلى المطار الدولي الرئيسي للبلاد، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية، وقطعوا الطريق المؤدي إلى صالة المغادرة بسياراتهم.

وفي مناطق أخرى، أغلق محتجون تقاطعات رئيسية واشتبكوا مع الشرطة في مدينة تل أبيب الساحلية ومدن أخرى.

وحاول أسطول صغير من راكبي ألواح التجديف وزوارق الكاياك إغلاق ممر شحن بحري رئيسي قبالة مدينة حيفا شمالي البلاد. وقام بعض المتظاهرين بوضع المتاريس أمام مكاتب مؤسسة بحثية في القدس تساعد في قيادة التعديلات القضائية.

وقال سافيون أور، أحد المتظاهرين في تل أبيب ”إسرائيل على وشك أن تصبح دولة استبدادية. الحكومة الحالية تحاول تدمير ديمقراطيتنا، وتدمر البلاد بالفعل”.

عصيان الطيارين

وفي وقت لاحق من الخميس، أعلن الجيش أنه علق عمل طيار، قالت وسائل الإعلام أنه الكولونيل غلعاد بيليد، حتى إشعار آخر، مبررا ذلك بأنه هو من نظم احتجاج للطيارين.

وقال الميجور جنرال تومر بار، قائد القوات الجوية “الدعوة للتغيب الجماعي عن الخدمة - حتى لو جاءت بنية سليمة- أمر محظور”.

خطاب من الجنرالات

وفي حين تضامن بعض كبار قادة الجيش مع المحتجين، قامت مجموعة من 36 جنرالا، بينهم اثنان من قادة الأركان السابقين، بإصدار خطاب قالوا فيه إن الجيش يجب ألا يشارك في السياسة، ودعوا جنود الاحتياط للخدمة.

وأضافوا “نطالب بتجنب أي مناقشة أو فعل يشمل عصيانا للأوامر”.

أدخلت الضجة حول إصلاح نتنياهو القضائي إسرائيل في واحدة من أسوأ أزماتها الداخلية.

وإلى جانب الاحتجاجات، التي جذبت عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع وتحولت إلى العنف مؤخرا.

وانتشرت المعارضة من جميع أنحاء المجتمع، حيث تحدث كبار رجال الأعمال والمسؤولون القانونيون علانية عن مخاطر الخطة.

ولم يكن الجيش الإسرائيلي استثناء في هذا الخلاف، ويشهد معارضة غير مسبوقة من داخل صفوفه.

الأزمة بين جانبين

  • يقول نتنياهو، الذي تولى منصبه في أواخر ديسمبر بعد جمود سياسي ممتد، وحلفاؤه، إن الإجراءات تهدف إلى كبح جماح محكمة تجاوزت سلطتها. ويقول منتقدون إن الإصلاح سيؤدي إلى اضطراب نظام الضوابط والتوازنات الدقيق ويدفع إسرائيل نحو الاستبداد.
  • يقول منتقدون أيضا إن نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد، مدفوع بمظالم شخصية وأنه يمكن أن يجد طريقاً للفرار من التهم من خلال الإصلاح الشامل. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات، ويقول إن التغييرات القانونية لا علاقة لها بمحاكمته.
  • وتم التخطيط للمظاهرات في جميع أنحاء البلاد حيث تعهد نتنياهو وحلفاؤه بالمضي قدماً في سلسلة من مشاريع القوانين التي من شأنها تجريد المحكمة العليا من قدرتها على مراجعة التشريعات وإعطاء سياسيي الائتلاف الحاكم السيطرة على التعيينات القضائية.