انتهت السبت عملية التصويت في الانتخابات العامة بمعظم أنحاء نيجيريا، فيما عدا 141 مركزا تم تأجيل التصويت فيها إلى الأحد لأسباب أمنية ولوجستية بحسب مفوضية الانتخابات.

وتنافس 18 مرشحا لخلافة الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري، لكن السباق انحصر على 3 مرشحين هم أبو بكر أتيكو عن حزب الشعب الديمقراطي، وبولا تينوبو من حزب المؤتمر التقدمي الحاكم، وبيتر أوبي من حزب العمال.

وشهدت عملية التصويت مشاركة واسعة من الشباب الذين يشكلون ثلث الناخبين البالغ عددهم نحو 87 مليونا، مما قد يعزز حظوظ أوبي الذي لم يسبق له أن فاز برئاسة البلاد من قبل.

وتخللت عملية التصويت التي بدأت في التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش، أعمال عنف متفرقة قتل على إثرها شخص واحد على الأقل، كان يحمل سلاحا ناريا محاولا الاعتداء على أحد مراكز الاقتراع شرقي البلاد.

كما قال شهود عيان لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن مسلحين هاجموا بعض مراكز الاقتراع في ولاية دلتا الجنوبية وولاية كاتسينا في الشمال، كما أطلق متشددون النار على ضباط الانتخابات من قمة جبل في منطقة غوازا غربي البلاد، مما أدى إلى إصابة عدد منهم.

أخبار ذات صلة

أكبر اقتصاد في أفريقيا على حافة الانهيار.. ما الأسباب؟
خمس السكان يبيتون جوعى.. لماذا تعجز إفريقيا عن توفير الغذاء؟

وتسببت الاضطرابات الأمنية في تأخير عملية الاقتراع في بعض المناطق لبضع ساعات، لكن مفوضية الانتخابات منحت الناخبين أوقاتا إضافية.

ورغم أعمال العنف التي صاحبت عملية التصويت في بعض المناطق، فإن رئيس مفوضية الانتخابات محمود يعقوبو أكد أن الظروف كانت مهيئة لجميع المسجلين للإدلاء بأصواتهم.

ووفقا للمحلل السياسي فيستو لويت، فإن الانفلاتات الأمنية ظلت تاريخيا تشكل تحديا كبيرا أمام العملية الانتخابية في نيجيريا.

ويقول لويت لموقع "سكاي نيوز عربية" إن بعض الأحزاب المتنافسة درجت على استخدام أساليب مختلفة خارج إطار التنافس السياسي الطبيعي، بما في ذلك إثارة الفوضى والنعرات الإثنية والدينية.

ونظرا لأن بخاري الذي حكم البلاد 8 سنوات مسلم ينحدر من الشمال، فإن الجنوبيون المسيحيون في حزبه يرون أن الرئيس المقبل يجب أن يكون منهم.

تدافع النيجيريين أمام المصارف

ويبدو الأمر معقدا بعض الشيء، ففي حين رشح الحزب التقدمي الحاكم جنوبيا مسلما هو بولا تينوبو، فإن العامل الجغرافي الإثني قد يرجح كفة حزب الشعب الديمقراطي المنافس الرئيسي للحزب الحاكم، الذي رشح شماليا مسلما هو أتيكو أبو بكر الذي ينتمي إلى إثنية الفولان الأكثر نفوذا في الشمال الغربي.

لكن في الجانب الآخر، قد تمكن المشاركة الشبابية الواسعة مرشح حزب العمال أوبي من قلب المعادلة، وإنهاء سيطرة حزب الشعب والوصول بحزبه إلى سدة الرئاسة لأول مرة.

وتكتسب الانتخابات النيجيرية أهمية إقليمية ودولية كبيرة، إذ تعتبر نيجيريا أكبر اقتصاد وأكبر مركز ثقل سكاني في إفريقيا، ووفقا لهوارد دبليو فرينش المحلل في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، فإن هذه الانتخابات تعتبر الأبرز من بين العديد من الانتخابات الرئاسية التي تجرى في عدد من بلدان العالم خلال عام 2023 وذلك نظرا لنفوذها الإقليمي المهم.