توجه ملايين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع، يوم الثلاثاء، للمشاركة في الانتخابات التشريعية والمحلية، وسط أجواء غير مسبوقة من الاستقطاب الحاد، والانقسام الشديد في الشارع الأميركي.

ويتمتع المعسكر الديمقراطي، الحزب الحاكم، بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب وأغلبية أصغر في مجلس الشيوخ، وهو بالتالي في موقف دفاعي أمام الحزب الجمهوري الذي يسعى لرؤية "المد الأحمر" يجتاح واشنطن في انتخابات ستحدد نتائجها المناخ السياسي الذي سيخيم في البلاد على مدار العامين المقبلين.

وتشير استطلاعات الرأي إلى اكتساح الجمهوريين غالبية مقاعد مجلس النواب والبالغة 435 مقعدا، بينما يسعى الديمقراطيون جاهدين لانتزاع غالبية مجلس الشيوخ أو على الأقل الاحتفاظ بالوضع الراهن الذي يتقاسم فيه الطرفان السيطرة على الشيوخ 50/50 وترجح كفتهم نائبة الرئيس كاملا هاريس بوصفها رئيسة المجلس.

انتقام من الديمقراطيين

- موقع "يو إس إيه توداي" الإخباري: في حال سيطرة الجمهوريين على الكونغرس فإنه سيتم الدعوة لإجراء تحقيقات مع عدد من المسؤولين الديمقراطيين، إضافة إلى محاولة عزل الرئيس.

- الديمقراطيون عندما سيطروا على مجلس النواب عام 2019، بدؤوا سلسلة من التحقيقات ضد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ومعاملاته التجارية، بما في ذلك تحقيقات حول إقراراته الضريبية، وكذلك في 2021 والدور الذي لعبه في الهجوم على الكابيتول، وهو ما يرجح أن يفعله الجمهوريون مع الرئيس جو بايدن وإدارته.

- يبدي الجمهوريون استعدادا للقيام بالأمر ذاته إذا سيطروا على مجلس النواب العام المقبل، حيث أكدوا اعتزامهم إجراء الكثير من التحقيقات في برامج بايدن والمعاملات المالية لابنه هانتر بايدن

- يمكن لأغلبية الحزب الجمهوري أن تفتح أيضًا تحقيقات في انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان ووزارة العدل.

- تعهد زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي، الذي سيكون رئيسا لمجلس النواب في حال سيطرة الحزب الجمهوري على المجلس، بفتح تحقيق فوري في تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي منتجع الرئيس السابق ترامب مار إيه لاغو.

عزل الرئيس

- طالب العديد من الجمهوريين في مجلس النواب بعزل الرئيس بايدن إذا تمكنوا من السيطرة على الكونغرس.

- قدمت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، من جورجيا، أكثر من طلب لعزل بايدن.

- يتوخى الجمهوريون الحذر في إجراءات لأن هذه الخطوة ستحظى باهتمام إعلامي كبير وقد تأتي بنتائج عكسية.

-حدث ذلك في تسعينيات القرن الماضي، عندما أدت إجراءات عزل بيل كلينتون إلى خسارة الحزب الجمهوري بعض مقاعد الكونغرس وعززت شعبية الرئيس.

زيادة نفوذ ترامب

شبكة سي إن إن اعتبرت أن ترامب يعول على انتخابات التجديد النصفي هذا العام.

- فوز الجمهوريين بأغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ أو النواب سيعود بالفائدة السياسية على ترامب سواء أكان له الفضل في تحقيق هذا الانتصار أم لا

- بعض الجمهوريين يرون أن ترامب يفكر في استخدام الانتصار الجمهوري كخلفية لإطلاق حملته الرئاسية، وهو أمر منطقي سيفعله

- الشبكة أشارت إلى أن ترامب ادعى مرارًا الفضل في "صنع" عدد من المرشحين بدءا من جي دي فانس في أوهايو إلى رون ديسانتيس في فلوريدا.

- يتفاخر ترامب بشكل دائم بالمرشحين الذين أيدهم للفوز في الانتخابات التمهيدية.

المساعدات لأوكرانيا

- إذا سيطر الحزب الجمهوري على مجلس النواب فإن استمرار المساعدات الأميركية لأوكرانيا ستكون موضع شكوك، فقد قال نواب جمهوريون في مجلس النواب إنهم سيحدون أو يوقفون التمويل لأوكرانيا.

- النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا مارجوري تايلور جرين أكدت أن "أوكرانيا لن تتلقى أي سنت إضافي" لدعمها في ظل الحرب مع روسيا.

- عبّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن مخاوف بلاده من تأثير أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه الحرب.

- كييف أكدت أن أي وقف أو حتى تخفيض للمساعدات الأميركية، هو بمثابة ضربة قاصمة إلى أوكرانيا ويغير مسار الحرب بشكل كبير.

الظروف في صالح الجمهوريين

المحلل السياسي الأميركي، أندرو بويفيلد، قال لموقع لـ"سكاي نيوز عربية" إن الأوضاع الحالية تمنح حظوظا أكبر للجمهوريين حيث تأتي في وقت مضطرب للغاية بالنسبة للسياسة الأمريكية والأوضاع العالمية كذلك ارتفاع مستوى التضخم ووصوله لمعدلات قياسية لم يصلها منذ 40 عاما.

وأوضح أن نتائج الانتخابات النصفية السلبية للحزب الحاكم تعد نوعا من الاحتجاج على سياسات الرئيس فهي بمثابة استفتاء، وتأثيرها سيكون واسعا على الرئيس حيث إن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ستحد من قدرته على تنفيذ أجندته للفترة المتبقية.

وأشار إلى أن خسارة بايدن انتخابات التجديد النصفي ستكون بمثابة دفعة قوية لترامب وتدريب لانتخابات الرئاسة 2024، وستكون حظوظه أقوى مع تراجع شعبية بايدن بشكل كبير في استطلاعات الرأي.