تتجه الأنظار إلى المجلس العسكري الحاكم في تشاد وقراره بشأن مستقبله في السلطة، والذي يحدد تطورات الأيام القادمة، في ظل المظاهرات الحاشدة التي خرجت ضده، واعتزام المعارضة إعلان "حكومة موازية".

وبحسب توضيحات قيادات أحزاب ومحللين سياسيين تشاديين لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن البلاد أمام 3 احتمالات، إما الانتقال السلمي للسلطة إن أوفى المجلس الحاكم بوعوده، أو تشكيل المعارضة حكومة موازية، أو دخول البلاد في حرب أهلية.

تطورات الأوضاع والحكومة الموازية

  • قتل 50 شخصا من رجال الأمن والمتظاهرين في مواجهات خلال المظاهرات التي خرجت في العاصمة نجامينا، الأربعاء، رفضا لتمديد الفترة الانتقالية التي بدأت أبريل 2021، فور اغتيال متمردين الرئيس السابق إدريس ديبي، وتسلم ابنه، محمد إدريس، قيادة المجلس العسكري لحكم البلاد.
  • المقرر أن تنتهي الفترة الانتقالية 20 أكتوبر، إلا أن مؤشرات تمديدها حرَّك المعارضة لحشد الشارع.
  • بجانب الحشد، بدأت المعارضة مساعي لتشكيل حكومة موازية.

واختتم في الثامن أكتوبر "الحوار الوطني الشامل"، والذي بدأ 20 أغسطس بمشاركة أحزاب وقوى مجتمع المدني وفصائل من المعارضة المسلحة، أبرزها حركة "اتحاد قوى المقاومة" التي يقودها "تيمان أرديمي".

ولكن قاطع تيار واسع من المعارضة المدنية، أبرزها منصة "واكيت تاما"، وهي مجموعة أحزاب وحركات من المجتمع المدني، الحوار؛ احتجاجا على ما تعتبره المعارضة قمع من السلطات الحاكمة.

أخبار ذات صلة

الشباب.. كلمة السر في احتجاجات تشاد المفاجئة
بعد فيضانات مدمرة.. رئيس تشاد يعلن الطوارئ ويحذر من الأخطر

 تحرك الجماعات المسلحة

  • قاطعت أيضا الحوار 19 حركة مسلحة، أبرزها جبهة الوفاق من أجل التغيير (فاكت)، التي اغتالت الرئيس السابق، وهي تستعد لجولة مواجهات مع المجلس الحاكم.
  • ذكرت مصادر تشادية أن "فاكت" بدأت حشد قواتها شمال البلاد لإسقاط "ديبي الابن"؛ ما يهدد بدخول صراع مسلح.
  • تأسست الحركة 2016، ويعد اغتيال الرئيس السابق أكبر عملياتها، ويقدر أعضائها بـ 1500 شخص.

انفجار الشارع

بتعبير إبراهيم الفيمي، القيادي بحزب "المجلس الوطني للمقاومة من أجل الديمقراطية" فإن تشاد "تعيش أحد من أسوأ الأوقات في حياتها"، والأوضاع مرشحة لصراع داخلي.

وعن نتائج الحوار الوطني، يقول الفيمي إنه "لم يخرج بأي إنجاز للتغيير، بل أدى لتمديد الفترة الانتقالية؛ ما دفع الشارع للانفجار".

كما يتهم القيادي الحزبي، المجلس الانتقالي بأنه "لم يلتزم" بتعهداته للمؤسسات الخارجية، مثل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وإنجلترا، و"انقلب" على اتفاقية الدوحة التي تقضي بعدم ترشح من يقودون الفترة الانتقالية للانتخابات.

وعن الردود الخارجية على التطورات، ندد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، باستعمال العنف ضد المتظاهرين، كما نددت وزارة الخارجية الفرنسية، فيما أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في تشاد عدم الاعتراف بتمديد الفترة الانتقالية.

أخبار ذات صلة

انقلابات غرب ووسط أفريقيا.. حقائق غيرت المشهد
المتمردون في تشاد يستأنفون محادثات السلام مع السلطة العسكرية

 الصراع المسلح

ويرجح المحلل السياسي التشادي، أبو بكر عبد السلام، أن خروج المظاهرات الحاشدة، ومواجهتها بالرصاص الحي، مع ما وصفه بـ"تعنت" السلطة الحاكمة سوف يعقد المشهد، ويسمح بتصعيد كتل المعارضة.

ويستدل عبد السلام بأن "سوكيس مسرة"، ومعه أحزاب المعارضة، يضغطون الآن على المجلس لتسليم السلطة، مستغلين عدم قدرة الحكومة على مواجهة غلاء المعيشة، إضافة لتداعيات الفيضانات.

وفي خطوة تصعيدية، خرج "سوكيس مسرة" في فيديو، الثلاثاء، يتحدث عن حكومة موازية، قائلا إنه يدعو للاعتراف بما وصفها بحكومة الشعب، طالبا أن توفر الأمم المتحدة الحماية المسلحة للشعب.

إنفوغرافيك.. من هو الزعيم التشادي الراحل؟
1+
1 / 5
توفي عن عمر ناهز 68 عاما
2 / 5
رئيس تشاد .. مشير تشاد
3 / 5
توفي متأثر بصابته في معارك ضد المعارضة المسلحة
4 / 5
تاريخ حافل
5 / 5
إدريس ديبي

 بدوره يرى مدير مركز رصد الصراعات في الساحل الإفريقي محمد علي كيلاني، أن تشاد أمام سيناريوهات الفوضى والصراع المسلح، إذا أصر المجلس الانتقالي على الاستمرار.

ويأتي هذا في وقت تواجه الحكومة تحديا مفاجئا آخر، وهو الفيضانات التي أتت على 465 ألف هكتار من الحقول و19 ألف من الماشية.