تستمر "استفتاءات" الضم في المناطق الأوكرانية الخاضعة بشكل كامل أو جزئي لسيطرة روسيا، لليوم الثالث على التوالي وسط تنديد غربي، إذ أعلن حلف شمال الأطلسي "ناتو" أن قرار الاستفتاء ليس له شرعية وسيكون انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة.

عملية التصويت في استفتاءات الانضمام إلى روسيا في 4 مناطق أوكرانية مستمرة، على الرغم من مواصلة كييف قصف هذه المناطق. وكانت مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا، قد بدأت الجمعة استفتاءات من أجل الانضمام إلى روسيا، على أن تنتهي الثلاثاء.

أخبار ذات صلة

الجنسية للمقاتلين الأجانب.. ورقة بوتن في شرق أوكرانيا

المناطق تشمل:

- جزءا كبيرا من شرق أوكرانيا، وهي منطقة تعرف باسم دونباس حيث تعيش تجمعات كبيرة من السكان من أصل روسي والأوكرانيين الناطقينبالروسية.
وتتكون دونباس الآن من جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين اللتين اعترف بهما بوتين كدولتين مستقلتين قبل الغزو في 24 فبرايرشباط. ويمر خط المواجهة عبر دونيتسك.
وأجريت استفتاءات في عام 2014 في المنطقتين بشأن الانفصال عن أوكرانيا.
- منطقة خيرسون التي تسيطر عليها روسيا.
- زابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا.
وبشكل إجمالي، ستضم روسيا ما لا يقل عن 90 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية.
روسيا، التي اعترفت بحدود أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفيتي في مذكرة بودابست لعام 1994، ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014.وبإضافة الأراضي الواقعة في المناطق الأربع إلى جانب شبه جزيرة القرم، ستكون روسيا قد ضمت ما لا يقل عن خُمس الأراضي الأوكرانية.

توقيت الاستفتاء

"نحن أمام حالة من التصعيد والتصعيد المتبادل"، هكذا وصف باسل الحاج، الباحث في العلاقات الروسية الأوروبية، الوضع الحالي بين كييف وموسكو، أن خطوة الاستفتاء في أربع مناطق شرق وجنوب أوكرانيا ليست مفاجأة. 

وأوضح الباحث أن التوقيت الحالي للاستفتاء والإصرار على تنفيذه من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن له العديد من الدلالات.

• يأتي في إطار التصعيد المتبادل في الصراع الأكبر بين موسكو والغرب
• حسم نتيجة المواجهة الكبرى اقتصاديا ففي قطاع الطاقة بين موسكو والدول الغربية تعني تلقائيا حسم الوضع في أوكرانيا للطرف الفائز وهنا الكفة لصالح موسكو.
• الاستفتاء سبقه إعلان التعبئة الجزئية والتي وفق كل التحليلات العسكرية لن تكون قواتها جاهزة الا بعد عدة أشهر
• التعبئة العسكرية الروسية تعد استعداد لردة فعل الغرب وواشنطن على الاستفتاء، بمعنى انه إنذار للغرب الجماعي
• التلويح بالقوة النووية حال استهداف الأراضي الروسية وهذا تمهيد لنتيجة الاستفتاء

ما هي الأراضي التي سيتم ضمها؟

تخطط روسيا لضم مناطق تمثل حوالي 15 بالمئة من أوكرانيا، والتيتسيطر عليها قواتها وكذلك مناطق لا تسيطر عليها قواتها تمثل نحو 3بالمئة من أوكرانيا -تشمل الخطوط الأمامية التي لا يزال جنودأوكرانيا يقاتلون فيها، مثل منطقة دونيتسك.

ما هي السرعة التي يمكن أن يحدث بها الضم الرسمي؟

سريعا. بعد الاستفتاءات، يمكن لقادة المناطق المدعومين منروسيا أن يطلبوا الانضمام إلى روسيا. وقد يوافق بوتين سريعا علىذلك ويتم إقرار تشريع بهذا الشأن في موسكو على نحو السرعة أيضا.

وبعد أن سيطرت القوات الروسية في 27  فبراير 2014 على شبهجزيرة القرم تم إجراء استفتاء على الانضمام إلى روسيا في 16 مارس. وشبه جزيرة القرم تقطنها أغلبية من أصل روسي وكانت قدانتقلت إلى أوكرانيا في العهد السوفيتي.

وأعلن قادة القرم أن التصويت أيد بنسبة 97 بالمئة الانفصال عنأوكرانيا والانضمام إلى روسيا. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم رسميافي 21 مارس ، بعد أقل من شهر من غزوها.

رد الفعل الغربي

في تلك الزاوية، يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إن رد الفعل الغربي لن يتجاوز الحدود لأنه تخطى بالفعل كل الخطوط الحمراء من خلال الدعم العسكري وفرض عقوبات تعد الأقوى في التاريخ تجاه موسكو.

وتوقع في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، خطوات غربية وأميركية على النحو التالي:

• استمرار تقديم الدعم بالأخص للأسلحة متوسطة المدى، متوقعًا تسهيل دخول صواريخ بعيده المدى أيضًا
• نسف أي محاولات للجلوس على مائدة المفاوضات أو التوصل لحل سياسي ووقف إطلاق النار
• تشديد العقوبات على القطاع المالي وبالأخص اتخاذ خطوة نحو توحيد سعر الغاز الروسي في محاولة لوقف أي مكاسب لموسكو من خلال الطاقة
• تعطيل تصدير الحبوب ومحاولة نسب ذلك لموسكو والترويج لمحاولة "تجويع العالم"
• استفزاز روسيا من خلال استهداف المناطق التي شهدت الاستفتاء، وفي تلك النقطة سيكون خطرًا كبيرًا

رد فعل أوكرانيا

توقع المحللون إقبال كييف على التصعيد في المناطق التي شهدت استفتاء للضم إلى روسيا، وهنا يقول الدكتور باسل الحاج، حال تعرض الأراضي الروسية لهجوم بعد الاستفتاء في مناطق خيرسون وزاباروجيا وإقليمي الدونباس، والتي وفق القانون الروسي ستكون أراضي روسية، يعني اننا على عتبات مرحلة تصعيد جديدة في شتى المجالات.
وأوضح أنه من الصعب التكهن بسيناريوهات جديدة يمكن أن يتبعها الغرب سوى استمرار الدعم لأوكرانيا على كافة الاصعدة مع تصعيد سياسي واعلامي بالإضافة إذا كان من عقوبات جديدة ضد روسيا.

أخبار ذات صلة

"تعبئة بوتن".. هل تقلب موازين حرب أوكرانيا؟

 من جانبه، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم على إدانة ما أسماه "الاستفتاءات الزائفة"، وتابع قائلًا: "سيتفاعل العالم بشكل عادل تماما مع الاستفتاءات الزائفة - ستتم إدانتها بشكل قاطع".

وكان الكرملين أكد أنه في حال اتخاذ قرار إيجابي في الاستفتاءات، ستتبع ذلك إجراءات من جانب البرلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.