تزايدت المخاوف في فرنسا من استمرار تقلبات الطقس وتأثيره المباشر على قطاع الزراعة، خاصة أنها شهدت خلال الصيف الجاري أسوأ موجة جفاف بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات غير مسبوقة في هذا التوقيت من العام.

وعلى مدار اليومين الماضيين، اجتاحت حرائق الغابات جنوب غربي فرنسا، بعد وصول درجة الحرارة إلى 39 درجة مئوية، الأمر الذي تسبب في تدمير أكثر من 1000 هكتار من الأراضي، وإخلاء أكثر من 500 شخص منازلهم في منطقة جيروند.

وأعلنت وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية، تسجيل يوم الاثنين درجات حرارة غير مسبوقة خلال شهر سبتمبر في منطقة لاند جنوب غربي فرنسا، وبلغت 39.1 درجة مئوية.

ماذا حدث خلال الصيف؟

  • طوال الشهرين الماضيين، عانت فرنسا من تداعيات التغير المناخي، بداية من ارتفاع درجات الحرارة وصولا إلى حرائق الغابات وجفاف الأنهار.
  • خلال يوليو، شهدت فرنسا وبالأخص منطقة لاجيروند حرائق شديدة، وهو ما تطلب دفع طائرات مكافحة حرائق من ألمانيا والسويد ورومانيا واليونان وبولندا لإخماد النيران.
  • وتسببت حرائق الغابات في تدمير أكثر من 20 ألف هكتار في لاجيروند، واشتعال نحو 21 ألف هكتار من الغابات قرب حوض أركاشون جنوبي غربي فرنسا.
  • خلال أغسطس، استمرت موجات الحر والحرائق الناجمة عن تغير المناخ، حيث سجلت مجموعة من الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية وصول درجات الحرارة في فرنسا إلى 50 درجة مئوية، وهو ما عرض فرنسا لأقسى موجة جفاف، وجفت مياه نهر لورا الذي ينبع من جبال إقليم الأرديش جنوب شرقي فرنسا، وهو ما تسبب في نقل المياه بالشاحنات إلى نحو 100 قرية تضررت محاصيلها الزراعية.
  • جفاف نهر لورا أدى إلى اختفاء المياه من البحيرات الإقليمية والخزانات في مناطق وسط وجنوب شرق وجنوب غرب فرنسا.

القطاع الأكثر تضررا

  • يعد قطاع الزراعة الأكثر تضررا في فرنسا من تداعيات التغير المناخي، خاصة أنها تشهد موجات حرارة وجفاف شديدة على مدار الـ3 سنوات الماضية، حسب الكاتب الصحفي أحمد شوقي العطار، رئيس منصة أوزون المختصة بقضايا المناخ.أ
  • أوضح في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه نظرا لأن شهر يوليو كان ثاني أكثر الشهور جفافًا منذ نحو 70 عاما في فرنسا، لجأت الحكومة إلى تشكيل لجنة وطنية لمكافحة المناخ لحصر وتقييم الوضع في المستقبل القريب لقطاع الزراعة.
  • ويضيف: "كشفت اللجنة عن تأثر التربة الزراعية جراء التغيرات المناخية في 72 مقاطعة من أصل 101 مقاطعة، ما دفعها لاتخاذ تدابير حازمة وتوقف عملية سحب المياه لبعض المناطق بعد موجات الحر والجفاف، لذا انخفضت إنتاجية المحاصيل الزراعية وتحديدا محصول الذرة".
  • يواجه المزارعون مشكلة أخرى تتعلق بنقص إنتاج الأعلاف الحيوانية، ما يضر بالثروة الحيوانية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر لنقص العشب الذي تتغذى عليه، وفقا للعطار.
  • توالت التحذيرات من تضرر محصول العنب من حيث الجودة وحجم الإنتاج جراء التغير المناخي، لذا دعا معهد الأبحاث الوطني الفرنسي للزراعة والأغذية والبيئة بفرنسا، إلى زراعة أصناف جديدة من العنب أكثر مقاومة للحرارة كما هو الحال في جنوب البلاد، بعد أن بلغ منسوب الأمطار في جميع أنحاء فرنسا أقل من سنتيمتر واحد خلال يوليو.
  • من المتوقع انخفاض محصول الذرة بنسبة 18.5 في المئة العام الجاري مقارنة بعام 2021، ونقص الحليب وتضرر الماشية خلال الشتاء المقبل نتيجة نقص الأعلاف، حسب وزارة الزراعة الفرنسية.

حلول للمواجهة

يشير العطار إلى خطة العمل الاستباقية التي وضعتها الحكومة الفرنسية لمواجهة هذه الأزمة، وتتكون من 5 محاور:

المحور الأول، تدابير تقييدية خاصة بوصول المياه إلى القطاعات ذات الألوية، حفاظا على حصة قطاع الزراعة من المياه.
المحور الثاني، رصد التأثير المتوقع على أعلاف الحيوانات لضمان توفيرها خلال الشتاء.
المحور الثالث، مواجهة نشوب حرائق الغابات المتوقعة بإجراءات الإنذار المبكر.
المحور الرابع، وضع تدابير هيكلية لجعل قطاع الزراعة أكثر مرونة وتكيف مع التغير المناخي.
المحور الخامس، مراقبة منتظمة على المستويين المحلي والوطني لأزمة الجفاف الزراعي.

أخبار ذات صلة

الحرائق تستعر غربي فرنسا.. وتلتهم 1000 هكتار
الأقسى منذ 500 سنة.. الجفاف يفتك بأوروبا وتحذيرات من الأسوأ