في خطوة "تصعيدية" ستعكس مزيدا من التأزم في العلاقات الروسية الغربية، وافق وزراء مجموعة السبع، الجمعة، على تبني خطة تهدف لوضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي، في وقت هدد فيه عدد من المسؤولين الروس بأن موسكو لن تستأنف ضخ الغاز لدول الاتحاد الأوروبي إذا قرر الاتحاد المضي قدما في هذه الخطة.

رد الفعل الروسي

  • قال الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، في وقت سابق الجمعة، إن موسكو ستوقف إمدادات الغاز لأوروبا بشكل كامل إذا مضت بروكسل قدما في تحديد سقف لأسعار النفط الروسي، ردا على تصريحات لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بشأن وضع سقف للسعر الذي تدفعه أوروبا مقابل النفط الروسي.
  • تصريحات ميدفيديف تزامنت مع تصريحات لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ألكسندر فينيديكتوف، الذي أكد أن أوروبا لن تحصل على الغاز الروسي، إذا تبنت المفوضية الأوروبية قرارا يفرض حدا أقصى على أسعار النفط الروسي.
  • كذلك أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، الخميس، أن بلاده لن تقوم بتوريد النفط إلى الدول "غير الصديقة"، والتي ستدعم مبادرة وضع سقف لسعر برميل النفط الروسي.

الموقف الأميركي

  • وزيرة الاقتصاد والمال الأميركية، جانيت يلين، قالت خلال اجتماع لها الأربعاء في واشنطن، مع نظيرها البريطاني ناظم الزهاوي، إنها متفائلة بالتقدم الكبير الذي أحرزته أميركا مع مجموعة السبع للتوصل إلى تحديد سقف لأسعار النفط الروسي.

طور جديد من العقوبات

  • "قرار وضع سقف غربي لشراء النفط الروسي سيلحق أضرارا بالغة بالاقتصاد الروسي لأن وضع سقوف سعرية للنفط سيخفض من الإيرادات العامة لروسيا، حيث تشكل إيرادات النفط ثلثي إيرادات الطاقة الروسية"، حسب ما قال المستشار الاقتصادي والمتخصص في قطاعات النفط والطاقة عامر الشوبكي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية".
  • "وهكذا فالغرب يسعى لطور جديد من العقوبات ضد روسيا، بعد فشل الحزم السابقة في إضعاف موسكو اقتصاديا بسبب ارتفاع أسعار النفط، ما قاد لزيادة الايرادات الروسية رغم تراجع إنتاج موسكو منه"، وفق الشوبكي.
  • "روسيا بالمقابل تجري منذ مدة خصومات على سعر النفط لبعض الدول كالهند والصين، بواقع نحو 30 إلى 40 دولار على البرميل الواحد خلال شهر أبريل مثلا، وتقلصت خلال الشهر الماضي لأقل من 13 دولار حتى أنها في بعض الصفقات اقتصرت على 8 دولارات، وبذلك تجني روسيا رغم انخفاض أسعار النفط العالمية خلال الشهرين الماضيين مكاسب كبيرة، أكثر مما كانت تجنيه عند متوسط سعر 71 دولار للبرميل في عام 2021 رغم تراجع إنتاجها وتراجع بعض الطلب الأوروبي على نفطها"، كما يشرح المتحدث.
  • "أوروبا تقترب من حلول موعد بدء العقوبات النفطية على روسيا في 5 ديسمبر القادم، حيث ينبغي تقليص واردات أوروبا النفطية من روسيا بواقع 90 في المئة، وهي التي كانت تستورد من روسيا قرابة 3.9 مليون برميل يوميا من النفط ومشتقاته، وبالتالي ستوقف جميع الشحنات البحرية وعبر خط دروغبا الشمالي"، وفق المستشار والخبير الاقتصادي النفطي.
  • ويتابع: "غالبا سيجد الروس مشترين جدد بدلا عن الأوروبيين وخاصة في القارة الآسيوية، سيما وأن الاتحاد الأوروبي عدل العقوبات على النفط الروسي بحيث لا تشمل الطرف الثالث، بحيث يمكن للشركات الأوروبية كاليونانية الأكبر بنقل النفط وكالبريطانية الأكبر في التأمين عليه، التعاطي مع النفط الروسي عبر طرف ثالث، وذلك تمهيدا لوضع السقوف السعرية".

أخبار ذات صلة

روسيا توقف إمدادات الغاز عبر "نورد ستريم 1" إلى أجل غير مسمى
قبل اجتماع لأوبك+.. النفط يصعد رغم المخاوف الاقتصادية

هل تنجح خطة السبع ؟

  • "لا يمكن لخطة السبع هذه النجاح دون تعاون الصين والهند مع المجموعة، رغم أن شركات التأمين البريطانية تسيطر على 95 في المئة من تأمين النقل البحري للنفط، وتعول الدول السبع على ذلك على قاعدة أنها لن تؤمن شحنات نفط بأسعار مختلفة عن السقوف السعرية، والتي يعتقد أنها ستتراوح من 40 إلى 60 دولارا"، كما يرى الخبير في قطاع النفط والطاقة.
  • مضيفا: "في حال رفض الهند والصين لهذه الخطة وهو الخيار الأرجح خاصة وأن الكرملين أعلن أنه سيمنع النفط عن أي دولة توافق على خطة السقوف السعرية لمجموعة السبع، فإن لدى البلدين ولا شك طرق أخرى بديلة للحصول على شحنات النفط الروسي بالأسعار التفصيلية".

انعكاسات الخطة على أسواق الطاقة العالمية

يقول المستشار الاقتصادي والمتخصص في قطاعات النفط والطاقة عامر الشوبكي إن الخطة ستنعكس "بشكل سلبي" على أسواق الطاقة العالمية، مضيفا أن هناك سيناريوهين:

  • الأول: الأقرب للتحقق وهو رفض بكين ونيودلهي لهذه الخطة وبالتالي ستفشل وبما سيقود لاستمرار تدفقات النفط الروسية عالميا، وفق ما تراه موسكو من تخفيضات، وما سيرفع من أسعار النفط العالمية هو أن بعض الدول ستوافق على الخطة وستحرم من النفط الروسي.
  • الثاني: في حال موافقة الصين والهند على خطة السبع، فإن روسيا ستضطر لبيع النفط بأسعار أقل من السقوف السعرية تلك، والتي حدها الأدنى المتوقع نحو 40 دولار، وبالتالي ستنخفض أسعار النفط عالميا.

زعزعة أمن الطاقة

  • الباحثة الاقتصادية الروسية لانا بدفان، تقول في لقاء مع "سكاي نيوز عربية": "فرض سقف سعري من قبل مجموعة السبع هو تدخل سلبي في آليات سوق النفط، وموسكو لن تقف مكتوفة الأيدي حيث بمقدورها ايجاد أسواق بديلة لنفطها وغازها".
  • "في حال تحديد هذا السقف الذي لا تؤيده أي من دول أوبك والهند والصين، فهذا سيرتد على شكل معاناة كبيرة للمستهلكين بأوروبا وأميركا، وسيزعزع طبعا أمن الطاقة العالمي ويحدث خضات قوية في استقرار أسواق النفط"، كما ترى الباحثة الاقتصادية الروسية.