ما إن أعلنت فرنسا خروج آخر جنودها من مالي، حتى زعمت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي أنها قتلت 4 من مقاتلي مجموعة "فاغنر" الروسية، في هجوم يؤشر لبدء صراع مفتوح بين المجموعة والإرهابيين في غرب إفريقيا.

وتتزامن هذه التطورات السريعة مع وصول دفعة جديدة من تنظيم داعش الإرهابي من نيجيريا إلى ولاية ميناكا، شمالي مالي، التي يخطط التنظيم لإعلانها "إمارة" له في منطقة دول الساحل والصحراء غرب إفريقيا، وفق ما نقلته مصادر محلية لموقع "سكاي نيوز عربية".

وقبل ساعات، أعلنت "نصرة الإسلام والمسلمين" أنها قتلت 4 من مقاتلي "فاغنر"، المتخصصة في توريد المقاتلين، في كمين بوسط مالي.

وفي أبريل، زعمت الجماعة أنها اعتقلت مقاتلين من "فاغنر" التي دخلت مالي قبل أشهر.

أخبار ذات صلة

"كراهية وموقف استعماري".. حكام مالي الجدد يهاجمون ماكرون
فرنسا تعلن مقتل قيادي بارز في تنظيم القاعدة
مالي.. الطوارق والحكومة يوقعون اتفاق سلام

 وبالتوازي، أعلن الجيش الفرنسي خروج آخر وحدة عسكرية له من مالي، بعد توتر العلاقات مع المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، حيث ترفض باريس استعانة باماكو بموسكو في إمدادها بالمقاتلين والسلاح، في حين يتهم مسؤولو مالي باريس بأنها لم تنجح في محاربة الإرهاب رغم مكوثها في البلاد 9 سنوات.

مستقبل فاغنر

يرى محللون في مالي تحدثوا لـ"سكاي نيوز عربية" أن الجماعات الإرهابية ستصعد عملياتها ضد "فاغنر" مستقبلا، بنظام الكر والفر، تكرارا لمواجهاتها مع القوات الفرنسية والمالية.

أخبار ذات صلة

بشحنة أسلحة.. موسكو تكسب نقطة جديدة أمام الغرب بمالي

 ووفق العضو المؤسس في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" شمالي مالي، بكاي أغ حمد، فإن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" تعتبر "فاغنر" مثل بقية القوات الأجنبية "كافرة وتسعى للسيطرة على بلاد المسلمين"، عبر تعاونها مع الجيش المالي الذي تصفه بـ"المرتد".

وعلى هذا، يتوقع "بكاي" أن تتوالى هجمات الجماعة ضد الأهداف الروسية، ضمن الضغط على الجيش المالي والحصول على أكبر مكاسب في أي مفاوضات مستقبلية معه.

أخبار ذات صلة

بهجمات ميناكا.. "داعش" يستعد لتأسيس إمارته في قلب إفريقيا

 غير أن الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، يرى أن "نصرة الإسلام والمسلمين" لن تحقق نجاحات كبيرة، ولن تكرر تجربة حركة طالبان وتصل إلى الحكم، نتيجة تأثرها بالضربات الفرنسية، وعدم وجود قبول شعبي لها، ودخول منافس كبير لها هو داعش، إضافة لأن نظام الحكم في مالي أقوى من الذي كانت عليه الحكومة التي أسقطتها طالبان.

كما ينبه الباحث المالي إلى أن دول الجوار مثل الجزائر ودول المجموعة اقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس" لن تسمح بوجود ولاية تتتحكم فيها الجماعات الإرهابية بجانبها.

أخبار ذات صلة

"بمستوى الجيوش".. تكنولوجيا الإرهاب تستنفر الساحل الإفريقي

 أما عن الهدف من استمرار الجماعة في عملياتها رغم هذه العوامل، فيقول "أغ إسماعيل" إنها تستهدف كسب أوراق للضغط تستفيد منها في حوارها مع السلطات، مثل السماح له بالمشاركة في العمل السياسي مقابل تخليها عن الارتباط بتنظيم القاعدة.

في نفس الوقت، توقع خبراء في تقرير سابق لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "فاغنر" لن تستطيع مواجهة الجماعات الإرهابية والمتمردين؛ فهي تفتقد الإلمام بالأوضاع في مالي والتضاريس وطبيعة الصراع بين الجماعات المتمردة والإرهابية والسلطات.

و"فاغنر" تأسست عام 2014 على يد ديمتري أوتكين، العميد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، وظهرت لأول مرة شرقي أوكرانيا، وتقدر تحقيقات صحفية روسية عدد المنضمين إليها بين 3500 و5 آلاف مقاتل، بعضهم من دول الاتحاد السوفييتي السابق.