أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أن "الأسرى الأوكرانيين اعترفوا بوجود أوامر عليا بإطلاق النار على المدنيين العزل".

ووفقا للقانون الدولي لا يمكن محاكمة أسرى الحرب على القتال في الصراع، لكن يمكن محاكمتهم في ارتكاب جرائم حرب، والتي تتضمن استهداف المدنيين عمدًا أو مهاجمة المواقع المدنية، مثل المستشفيات أو المدارس، وهي التهم التي يوجهها الطرفان لبعضهما البعض.

ماذا ينتظر الأسرى؟

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو أن موسكو لن تخوض نقاشا حول تبادل الأسرى مع كييف، إلا بعد محاكمة المسلحين الأوكرانيين المستسلمين.

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي: "سننظر في كل الأمور بعد محاكمة المسلحين الأوكرانيين المستسلمين وصدور أحكام بحقهم، بعدها قد تكون هناك خطوات أخرى، لكن قبل ذلك أي حديث عن التبادل سابق لأوانه".

في السياق ذاته، يرى الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، أنه سيتم تنفيذ محاكمات عسكرية ستشمل المدنيين المنضمين لصفوف القتال إلى جانب القوات الأوكرانية، والمفترض أن تنظم من قبل القانون الدولي لمعاملة سجناء الحرب وفق اتفاقية جنيف.

وأوضح الخبير العسكري، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه تسود توقعات بأن تتم محاكمة الأسرى الأوكرانيين بتهمة "النازية الجديدة" أو تهم أخرى، بعدما نقلوا إلى مناطق يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو، خاصة مع إعلان روسيا أنه سيتم استجواب الجنود المستسلمين للكشف عن مدى تورطهم في جرائم حرب ضد المدنيين في ماريوبول.

والأسبوع الماضي، استسلم آخر المدافعين الأوكرانيين عن مدينة ماريوبول، الذين تحصنوا لأسابيع في مصنع آزوفستال للصلب، وتم أسر ما يقرب من 4000 جندي أوكراني في هذه المدينة الساحلية، حسب وزارة الدفاع الروسية.

وتعهدت الحكومة الروسية والأوكرانية بمعاملة أسرى الحرب وفقًا للقانون الدولي، لكن اتهمت الجماعات الحقوقية الجانبين بارتكاب انتهاكات بحقهم، رغم أن الجانبين أعضاء في اتفاقية جنيف الثالثة، والتي تحدد حقوق أسرى الحرب.

وتنص الاتفاقية على أنه يجب "معاملة الأسرى في كل الأوقات معاملة إنسانية"، ويمنع قتل الأسرى عمدًا، أو تعذيبهم، أو إجراء تجارب علمية أو طبية عليهم، كما يجب أن توفير الرعاية الطبية واحتجازهم في معسكرات محددة لأسرى الحرب وليس سجونًا، وعند انتهاء الصراع يجب إعادتهم إلى أوطانهم بسرعة.

وتريد السلطات الأوكرانية تنظيم مبادلة أسرى، لكن لطالما أشارت موسكو إلى أنها تعتبر بعضهم، وهم من ينتمون إلى كتيبة آزوف، ليسوا كجنود، لكن كمقاتلين من النازيين الجدد وتتهمهم بارتكاب جرائم حرب.

أخبار ذات صلة

لهذا السبب.. أوكرانيا تجمع جثث الجنود الروس
زيلينسكي يبدي مرونة كبيرة في ملف تبادل الأسرى مع روسيا

الجثث في أوكرانيا

مع الإعلان الرسمي الروسي الأيام الماضية بالسيطرة على مجمع آزوفستال، تضاربت الأرقام حول أعداد المستسلمين من الجنود والمقاتلين الأوكران، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عددهم يتخطى الـ1730 عنصرًا، بينما صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن أعدادهم تتجاوز 1900 مقاتل.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها سجلت أسماء المقاتلين، الذين غادروا مصنع آزوفستال، من أجل تتبعهم والبقاء على اتصال مع عائلاتهم.

وفي أوكرانيا، حاكمت السلطات بالفعل ثلاثة من الجنود الروس، الذين أسرتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب، كما تم جمع جثث الجنود الروس المتناثرة بين أنقاض البلدات، التي احتلتها القوات الروسية سابقًا. وتستخدم أوكرانيا كل شيء من الحمض النووي إلى الوشوم للتحقق من هوياتهم على أمل استبدالهم بأسرى حرب.

وقال أنطون إيفانيكوف، قائد فرع التعاون العسكري المدني بالقوات المسلحة الأوكرانية، والذي ينسق هذه الجهود، إن الجثث تُستخدم أحيانًا ضمن جهود تبادل الأسرى، وفي أوقات أخرى في عمليات تبادل الجثث الأوكرانية، موضحًا أن جثث المسؤولين الكبار قد تكون ذات قيمة خاصة في التبادل.

وأضاف إيفانيكوف: "نجمع كل الوثائق وكل بطاقات الائتمان. أي شيء من شأنه أن يساعدنا في التعرف على الجثة، بما في ذلك الوشم والحمض النووي".

والاثنين الماضي، عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداد كييف لتبادل الأسرى مع روسيا "ولو غدا"، ودعا حلفاء بلاده إلى الضغط على موسكو في هذا الصدد.

وقال زيلينسكي، عبر رابط فيديو تفاعلي مع الجمهور في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس: "تبادل الأسرى مسألة إنسانية وقرار سياسي للغاية يعتمد على دعم العديد من الدول".