في تطور عسكري لافت بمجرى الحرب، تصاعدت وتيرة الهجمات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية، حتى دفعت موسكو إلى التهديد بقصف مراكز قيادة في كييف.

وفي 2 أبريل، وقع الهجوم الأول من نوعه من قبل أوكرانيا داخل الأراضي الروسية، واستهدف منشأة تخزين وقود في مقاطعة بيلغو رود الروسية، والخميس، اتهمت موسكو جارتها بقصف مواقع داخل أراضيها، مما أجبرها على إجلاء سكان قريتين، في أحدث هجوم تشنه كييف في العمق الروسي.

وخرجت أوكرانيا الخميس، لتؤكد أنها استهدفت السفينة الحربية الروسية "موسكفا" بالبحر الأسود، بينما رفضت روسيا الاعتراف بالقصف، مشيرة إلى أن حريق اشتعل على متن السفينة، ولم تعرف أسبابه حتى الآن.

كما قالت لجنة التحقيق الروسية، الخميس، إن طائرتين هليكوبتر أوكرانيتين انتهكتا المجال الجوي الروسي وشنّت غارات جوية على مبان سكنية في منطقة بريانسك القريبة من أوكرانيا.

وتعقيبا على الهجمات الأوكرانية، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناتشينكوف: "نرى محاولات تخريب وضربات تشنها القوات الأوكرانية على أهداف في أراضي جمهورية روسيا الاتحادية".

وأضاف: "إذا استمرت هذه الأفعال، سينفذ الجيش الروسي ضربات على مراكز قيادة، بما فيها مواقع في كييف، وهو أمر امتنع عن القيام به الجيش الروسي حتى الآن".

أخبار ذات صلة

فيديو متداول للحظة ضرب السفينة الحربية الروسية "موسكوفا"
أوكرانيا تعاود قصف الأراضي الروسية.. وموسكو تكشف الحصيلة

 تصعيد لوتيرة الحرب

وحول تداعيات ذلك، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إنه "سواء حدثت هذه الهجمات بالفعل أم لا، فمن الواضح أن أوكرانيا تتخذ زمام المبادرة في الحرب وتشن هجوما بطرق مختلفة غير أن ذلك قد يسرع برد فعل عسكري واسع في شرق البلاد".

وأضافت تسوكرمان في حديث لموقع سكاي نيوز عربية أنه "بينما تروج روسيا للهجمات المزعومة على قراها، فإنها لم تقدم أي دليل على حدوث مثل هذه الهجمات مثل الشهادات المدنية أو الصور أو مقاطع الفيديو التي يمكن التحقق منها. على النقيض من ذلك، نفت روسيا أن تكون سفينتها الحربية موسكفا قد أصيبت بصاروخ أوكرانيا، وزعمت أنها تضررت بطريقة ما من تلقاء نفسها. ومع ذلك، فمن المرجح أن تلك السفينة تعرضت لهجوم من قبل أوكرانيا".

 

إحراج موسكو

وأضحت تسوكرمان أنه "بشكل عام، يرسل التصعيد الأوكراني عدة رسائل، أولا أن كييف تنوي الظهور كفائز على الرغم من الاحتمالات التي كانت ضدها في البداية، وأنها تقاتل من أجل النصر وليس مجرد البقاء، وثانيا، تبدد حجة أن أوكرانيا كانت تحاول جر الولايات المتحدة أو الناتو إلى الحرب لأنها لم تطلب في أي وقت من الأوقات قوات غربية على الأرض، وأظهرت أنها تنجح بمفردها ومع المتطوعين، ثالثا، يظهر أن روسيا أضعف بكثير عسكريا وسياسيا مما يعتقده الغرب - ليس فقط أن جيشها لم يكن قادرا على منع أوكرانيا من التصعيد، ولكنه لم يكن قادرا على تجنيد المساعدة اللازمة من الدول الأخرى حيث فقد قدرا كبيرا من التعاطف".

وأكدت على أن "هذه الحوادث المزعومة تتشابه مع الاستفزازات التي نظمتها روسيا عند اندلاع الحرب جزئيا لتبرير الغزو وجزئيا لاستفزاز أوكرانيا للقيام بخطوتها الأولى. إنها تحاول أن تقول إن الأوكرانيين هم نفس القدر من السوء ويهاجمون المدنيين أيضًا، وجزئيا لتبرير هجوم مرتقب".

غير أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن "هذه الهجمات تشكل إحراجا لموسكو سواء كانت حقيقية أم لا. إذا كانت حقيقية، فإنها تشكل إحراجا لأن أوكرانيا التي من المفترض أن تكون دولة "ضعيفة" مقارنة بروسيا، وإذا كانت خيالية، فإنها لا تزال ترسل رسالة إلى العالم الخارجي مفادها أن روسيا لا تستطيع الدفاع عن حدودها".