تأهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومنافسته مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان إلى خوض جولة إعادة في 24 أبريل الجاري بعد حصولهما على أعلى الأصوات في الجولة الأولى التي أجريت اليوم الأحد.

وفي حين تضع التوقعات ماكرون في المركز الأول متقدما على لوبان، اعترف مرشحون آخرون بالهزيمة. وحثوا جميعا، فيما عدا مرشح يميني آخر هو إريك زمور، الناخبين على دعم الرئيس الحالي لسد الباب أمام اليمين الراديكالي.

وتوقع منظمو استطلاعات إيفوب تقاربا شديدا في نتيجة جولة الإعادة، مع حصول ماكرون على 51 في المئة مقابل 49 في المئة للوبان. وفي عام 2017، حصل ماكرون على 66.1 في المئة من الأصوات.

وقال ماكرون إن فرنسا وأوروبا تواجهان لحظة حاسمة، مضيفا أن بإمكان الفرنسيين التعويل عليه. وأضاف "أمد يدي لكل من يريد العمل من أجل فرنسا".

أما لوبان فقالت إنها من يمكنها حماية الضعفاء وتوحيد أمة سئمت نخبتها. وقالت لأنصارها الذين راحوا يهتفون لها "سنفوز!". وأضافت في باريس أن جولة الإعادة "ستكون اختيار حضارة".

حصل ماكرون على ما بين 28.1 و29.5 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى بينما حصدت لوبان ما بين 23.3 و24.4 بالمئة، وفقًا لتقديرات منفصلة لاستطلاعات أجرتها كل من المؤسسة الفرنسية للرأي العام وأوبنيون واي وإليب وإبسوس.

وعادة ما تكون هذه التقديرات، التي تُنشر مع انتهاء فترة التصويت، موثوقة للغاية في فرنسا.

ومن المتوقع صدور تأكيد رسمي للنتائج في وقت لاحق اليوم. وإذا تأكدت هذه النتيجة، فإنها ستمهد لمواجهة بين ماكرون الليبرالي الاقتصادي ذي النظرة العالمية وبين قومية متشككة بشدة في الاتحاد الأوروبي والتي كانت، حتى حرب أوكرانيا، تعبر صراحة عن إعجابها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

دعم رباعي لماكرون

وسيعتمد الفائز بقصر الإليزيه على الناخبين الذين أعطوا أصواتهم لمنافسي ماكرون ولوبان.

وقال كل من المرشحة المحافظة فاليري بيكريس والاشتراكية آن إيدالغو ويانيك غادو من حزب الخضر وفابيان روسيل من الحزب الشيوعي إنهم سيدعمون ماكرون للتصدي لليمين الراديكالي. 

أخبار ذات صلة

بخطة محكمة.. هكذا تقدمت لوبان في الانتخابات الفرنسية
انتخابات الرئاسة الفرنسية.. هل يصوت مصابو كورونا؟

وقالت إيدالغو "حتى لا تقع فرنسا في كراهية الجميع ضد الجميع، أدعوكم رسميا للتصويت في 24 أبريل ضد مرشحة اليمين الراديكالي مارين لوبان".

وحذرت بيكريس من "عواقب وخيمة" إذا لم يفز ماكرون في جولة الإعادة. وقالت لوبان لجماهير هتفت "سنفوز! سنفوز!"، إنها تريد توحيد كل الفرنسيين.

وأضافت أن جولة الإعادة "ستكون اختيار الحضارة" وأن برنامجها سيحمي الضعفاء ويجعل فرنسا مستقلة.

زمور يدعم لوبان

من جانبه دعا زمور الذي نال نحو سبعة في المئة من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات، إلى التصويت لمارين لوبان في الدورة الثانية.

وقال زمور أمام أنصاره "لدي خلافات مع مارين لوبن. ولكن هناك في مواجهتها رجل أدخل مليوني مهاجر ولم يتطرق البتة إلى موضوع الهوية. لن أخدع بخصمي"، داعيا إياهم إلى "التصويت لمارين لوبن".

ماكرون يريد فترة ثانية نادرة

ولم يفز أي رئيس فرنسي بولاية ثانية خلال العقدين الماضيين. وقبل شهر تقريبا، كان ماكرون يتجه لتحقيق هذا بشكل مريح، إذ كان يحتل مرتبة متقدمة في استطلاعات الرأي بفضل النمو الاقتصادي القوي والمعارضة المنقسمة ودوره كزعيم سياسي في محاولة تجنب الحرب على الجناح الشرقي لأوروبا.

لكنه دفع ثمن خوضه الحملة الانتخابية متأخرا وتجنب خلالها التجول في الأسواق بالمناطق الإقليمية لصالح تجمع انتخابي واحد كبير خارج باريس.

كما لم تحظ خطة لجعل الناس يعملون لفترة أطول بشعبية مما مكّن لوبان من تضييق الفجوة في استطلاعات الرأي.

في المقابل، تجولت لوبان لعدة أشهر في البلدات والقرى في جميع أنحاء فرنسا وركزت على قضايا غلاء المعيشة التي تؤرق الملايين واستغلت الغضب تجاه النخبة السياسية.