أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل أن محادثات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني تم تعليقها "لعوامل خارجية"، بعد أيام من طلب روسيا "ضمانات مكتوبة"، بألا تتأثر علاقاتها التجارية والعسكرية مع إيران بالعقوبات المفروضة على موسكو؛ نتيجة أزمة أوكرانيا.

وأضاف بوريل، في تغريدة على "تويتر"، الجمعة، أن "هناك حاجة إلى وقفة في محادثات فيينا؛ بسبب عوامل خارجية"، مؤكدًا استمراره في التواصل مع أطراف التفاوض؛ للتغلب على الموقف الحالي.

وعلّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، على تغريدة بوريل بقوله إنه "لا يوجد عامل خارجي يؤثر على إرادتنا المشركة للمضي من أجل اتفاقية جماعية"، معتبرًا أن التوقف قد يعطي زخمًا لحل المشاكل المتبقية والعودة النهائية.

ومنذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، تعقدت الأمور على طاولة التفاوض النووي بعد أن كانت تشهد انفراجة، وزادها تعقيدًا طلب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من الولايات المتحدة "ضمانات مكتوبة" بألا تؤثر العقوبات التي فرضها الغرب عليها؛ بسبب أوكرانيا، على التجارة والتعاون التقني والعسكري بين موسكو وطهران.

وقوبل هذا الطلب برفض من واشنطن، التي قالت على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إن الطلب الروسي "خارج السياق". واعتبرت دول أوروبية، مثل ألمانيا، الطرف في المحادثات النووية، أن روسيا بذلك تحاول إفساد الاتفاق الذي اقترب من النهاية.

حرب المصالح

ووفق تقدير خبراء، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن كل الأطراف؛ الولايات المتحدة والدول الأوروبية المشاركة وروسيا وإيران، استغلّت أزمة أوكرانيا للتشدد في اتجاه الحصول على مكاسب وتنازلات من الطرف الآخر في المفاوضات.

فروسيا تستغل الاتفاق للحد من العقوبات المفروضة عليها، وإيران تتشدد في مطالبها، متوقعةً أن واشنطن لن تمارس مزيدًا من الضغوط عليها في ظل انشغالها بأوكرانيا. والولايات المتحدة تستغل تعثر الاتفاق في اتهام موسكو بأنها وراء ذلك، إضافة إلى أن مسألة الضمانات الأميركية لإيران بخصوص رفع العقوبات، وعدم الرجوع لفرض عقوبات في المستقبل، غير واضحة.

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض يتوقع اتفاقا "قريبا" بشأن النووي الإيراني
الرئيس الإيراني: لن نتراجع عن الخطوط الحمراء بمحادثات فيينا

وتوقّع الإعلامي الإيراني، محمد غروي، أن المفاوضات لن تصل لنهاية سعيدة؛ لأن واشنطن بدورها لم تكن جادة لرفع العقوبات وإعطاء الضمانات اللازمة، وبعد 11 شهرًا وجدت الفرصة مناسبة لإلقاء تبعات هذا التعثر على موسكو عقب أزمة أوكرانيا.

وقال إن "رفع العقوبات على الطرف الإيراني، وفرضها على روسيا في الوقت ذاته، من شأنه أن يعرقل التعاون الاقتصادي بين طهران وموسكو، وهو ما لم يرغب فيه الطرفان، حيث إن إيران تتطلع إلى تجارة حرة وعلاقات اقتصادية مع الشرق والغرب.

من جانبه، يقول النشاط والباحث في الشأن الإيراني، وجدان عبدالرحمن، إن تصريحات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، والمتحدث باسم الخارجية الإيرانية حول الضمانات ورفع العقوبات، يعني أن المفاوضات تذهب إلى التعقيد والفشل.

وأشار هو الآخر إلى أن أزمة أوكرانيا لها تأثير على سير المفاوضات، فكل طرف يبحث عن مصالحه، وروسيا لديها مصلحة في هذه المفاوضات، وتستغلها للضغط على واشنطن.

وتابع: "وروسيا لديها إمكانية قانونية لعرقلة المفاوضات النووية، فالاتفاق النووي مدعوم بقرار في مجلس الأمن الدولي إذا لم توافق روسيا هذه المرة، فلديها خيار استخدام حق النقض ضد قرار جديد، وهو ما يعطل الاتفاق".

وختم بالقول: "كذلك، فإن روسيا لديها أدوات للضغط على طهران بورقة الطاقة والسلاح، فطهران تعتمد على موسكو في الطاقة والمفاعلات النووية، وأيضًا استيراد السلاح."