بعد ساعات من تنفيذ واحدة من أكبر عمليات مكافحة الإرهاب حول العالم، من قبل التحالف الدولي في منطقة أطمة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، إثر تلك العملية في سوريا.

وذكر بيان للبيت الأبيض: "في الليلة الماضية، وتحت إشرافي، نجحت القوات العسكرية الأميركية في شمال غرب سوريا في تنفيذ عملية لمكافحة الإرهاب لحماية الشعب الأميركي وحلفائنا، وجعل العالم مكانا أكثر أمانا".

وأضاف: "وبفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، تمكنا من القضاء على أبو إبراهيم الهاشمي القريشي - زعيم داعش".

وفي أكتوبر 2019، أعلن تنظيم داعش المتطرف، عبر الوكالة التابعة له "أعماق"، تعيين "خليفة" أبي بكر البغدادي الذي قتل في غارة جوية.

وقالت "أعماق" حينها إن داعش "يعلن تعيين أبي إبراهيم الهاشمي القريشي خليفة له".

أخبار ذات صلة

مقتل زعيم داعش.. تفاصيل العملية وسر "القنبلة اليدوية"
فيديو يرصد مكان استهداف زعيم داعش في سوريا

من هو أبي إبراهيم الهاشمي؟

هو أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، ويعرف بعبد الله قرداش، وقرداش كلمة تركمانية تعني الأخ، ويكنى أبو عمر التركماني، وهو من مواليد قضاء تلعفر غرب الموصل بمحافظة نينوى العراقية عام 1967، وهو تركماني القومية، كان والده خطيبا لجامع الفرقان في الموصل.

وتخرج قرداش من إعدادية تلعفر للبنين، ثم التحق بكلية الشريعة وتخرج خطيبا من كلية الإمام الأعظم في الموصل، عينته الأوقاف في جامع عجيل الياور وسط السوق القديم في تلعفر.

في عام 2001 انضم قرداش لحركة الجهاد السلفي على يد عبد الرحمن شيخلار، المعروف بأبو علاء، فغادر إلى أفغانستان للتدريب على السلاح وتلقي الدروس، ثم عاد إلى العراق بعد 6 أشهر فألقي القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية في عهد صدام حسين، وتم إلافراج عنه فيما بعد.

الانضمام للقاعدة

وبعد سقوط النظام السابق، انضم إلى تنظيم القاعدة، وبايعه في العام 2004، واستلم منصب المسؤول الشرعي للتنظيم في القسم الأيسر من مدينة الموصل.

ثم تدرج في المناصب الشرعية والإدارية، وأصبح أحد أعضاء مجلس الشورى.

في 2006 ألقت القوات الأميركية القبض عليه وأودعته سجن بوكا في البصرة جنوب العراق، ليلتقي البغدادي هناك، قبل أن يطلق سراحه بعد نحو 3 سنوات، ليعود إلى الموصل ويصبح مجددا من القيادات الكبيرة للتنظيم في المحافظة.

وبعد 2014، كان أول من استقبل البغدادي في الموصل بعد الإعلان عن تشكيل داعش، ثم تولى قيادة مناطق شرق نهر الفرات، من العراق وسوريا، ثم أصبح أميرا لديوان الأمن العام في التنظيم، ثم وزيرا لـلتفخيخ والاستشهاديين.

هذا وقد وأصيب في ساقه اليمنى في معارك الباغوز السورية، آخر معاقل داعش العلنية، على يد قوات سوريا الديمقراطية، ليصل في أغسطس 2019 إلى هرم التنظيم ويكشف عن توليه زعامته، بحسب مواقع موالية للتنظيم الإرهابي، بينها وكالة أعماق، حيث كان يرتبط بعلاقة متينة بالبغدادي امتدت لأكثر من عقد.

وظهر قرداش إلى جانب البغدادي في شريط فيديو بثه التنظيم في ربيع 2019، وليخلفه بعد مقتله على يد قوات التحالف الدولي في إدلب.

وقررت لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي، في مايو 2020، إدراج قرداش على لائحة العقوبات، بموجب القرار رقم 2368 الخاص بفرض عقوبات على تنظيمي داعش والقاعدة، بتهمة "التخطيط لأنشطة نيابة عن التنظيمين وتمويلهما".

وفي أغسطس 2019 رصدت واشنطن مبلغ 5 ملايين دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على قرداش، ثم جددت واشنطن عرض المكافأة في أبريل 2020.