يجري رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، زيارة إلى أوكرانيا، قالت لندن إنها تتناول محادثات حول تصاعد التوتر مع روسيا، فيما اعتبرها محللون رغبة في لعب دور عالمي بعد خفوت سياسي، وكذلك محاولة لتجديد الثقة بعد أزمة الحفلات التي تلاحقه.

وتأتي الزيارة في وقت يواجه جونسون أكبر أزمة تهدد مصيره مع تحقيق الشرطة في تقارير بشأن خرقه قيود "كوفيد-19" وتنظيم حفلات في مقر إقامته ومكتبه في لندن، في وقت كان فيه غالبية البريطانيين يرزحون تحت إجراءات الإغلاق العام.

وفي الأيام الأخيرة، تزايدت المخاوف من غزو روسي وشيك في أوكرانيا، على الرغم من نفي موسكو، ونداءات دولية لتجنب الاضطرابات بشأن الحشود العسكرية الروسية على الحدود.

سر الزيارة

الأكاديمية العراقية المتخصصة في العلاقات الدولية، زمن ماجد عودة، قالت: "إن زيارة جونسون إلى أوكرانيا في هذا الوقت بالتحديد تكمن في رغبة لدى بريطانيا للعب دور عالمي، ولا سيما بعد ما مر بها من ضعف في دورها السياسي في الآونة الأخيرة.

وأضافت أستاذة العلوم السياسية لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن جونسون يسعى لحل دبلوماسي للأزمة ومنع تفاقمها، وبذلك تكون الزيارة تجديد للثقة بعد الأزمات المتلاحقة التي تواجهه ووصلت حد مطالبات باستقالته.

وأشارت إلى أن بريطانيا ترغب في حل الأزمة بطرق سلمية؛ لتجنب الكوارث التي يمكن أن تحدث في حال تصاعدت الأزمة، وكذلك فإن الزيارة دعم معنوي كبير لأوكرانيا يضاف إلى دعم عسكري تضاعف خلال الفترة الأخيرة.

وحول إمكانية حدوث الغزو من عدمه، قالت إنه "في ظل التطورات العالمية اليوم وما يشهده النظام العالمي من تكنولوجيا متسارعة، وفي ظل استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي والصواريخ المضادة للأقمار الصناعية يجعل من نشوب الغزو مستبعدا في الوقت الحاضر؛ لما يسببه من دمار وكوارث سياسية واقتصادية تشمل العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة ولاسيما في مجال الطاقة.

وأكدت أن روسيا تضغط فقط للحصول على أعلى مكاسب وتأمين مناطق نفوذها وإبعاد حلف شمال الأطلسي عن منطقة البحر الأسود، لافتة إلى أن موسكو ستكون أكبر المتضررين من الغزو حال وقوعه؛ جراء ما ينتظرها من حزمة عقوبات أوروبية وأميركية. 

أخبار ذات صلة

جونسون يحذر من كييف: أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون "كارثة"
حدود أوكرانيا تقلق بريطانيا.. والناتو يحسم "الجدل الكبير"

 غزو أوكرانيا كارثة

وعقب وصوله الثلاثاء، قال جونسون إن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون كارثة، منبها إلى أن تداعيات الأزمة سترتد على موسكو التي تقول إن الغرب لا يراعي مطالبها الأمنية.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الأوكرانية كييف، أن الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا تظهر ما وصفه بـ"عدائية موسكو"، معربًا عن أمله في أن تنخرط روسيا في المسار الدبلوماسي الساعي إلى إيجاد حل للأزمة الحالية.

من جانبه، أثنى الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، على دعم الحلفاء، قائلاً إن بريطانيا قدمت مساعدات عسكرية لكييف.

وتأتي زيارة جونسون لأوكرانيا، في إطار دعم غربي لكييف، وسط مخاوف من إقدام روسيا على "اجتياح" في وقت وشيك، وكذلك بعد أزمة كبيرة لحقت برئيس الوزراء البريطاني وتسببت في مطالبات باستقالته.

موقف بريطاني صارم

وفي أزمة أوكرانيا، تبنّت بريطانيا منذ بداية التصعيد الحالي نهجا صارما بحق روسيا، وشرعت بإرسال طائرات محملة بأسلحة فتاكة ومعدات عسكرية إلى كييف، بالإضافة إلى مستشارين عسكريين من المملكة المتحدة يعملون على تدريب عناصر الجيش الأوكراني.

وتحاول حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون إقناع الحلفاء الأوروبيين بتشديد سياساتهم أيضا إزاء روسيا، وطرحت خطة لمضاعفة تعداد القوات البريطانية في أوروبا الشرقية، ومن المتوقع أن تعلن عن تشديد عقوباتها ضد مؤسسات سياسية ومالية في روسيا.

حفلات كورونا

وعلى الصعيد الداخلي، يكافح جونسون من أجل بقائه السياسي بعد سلسلة من المزاعم كشفت أن موظفيه أقاموا حفلات خلال الفترة التي فُرضت فيها أشد القواعد صرامة في أوقات السلم ببريطانيا.

وكشفت مزاعم جديدة أنه خرق قواعد الإغلاق التي فرضها للحد من تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19" عن طريق حضوره لحفل عيد ميلاد مفاجئ في داونينج ستريت حين كانت التجمعات داخل الأماكن المغلقة محظورة.

وتأتي المزاعم الجديدة بالإضافة إلى قائمة طويلة من مزاعم خرق قواعد الإغلاق في داونينج ستريت ومن بينها حفل قال جونسون إنه حضره ظنا منه أنه فعالية خاصة بالعمل.

والاثنين، قدم رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، اعتذاره أمام البرلمان على خلفية إقامة حفلات خلال الحظر المفروض بسبب وباء كورونا.