تجهز الولايات المتحدة خيارات عدة للتعامل مع طهران، في حال فشل مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، وسط مؤشرات على تعثر هذه المفاوضات، وحديث عن مهلة أقصاها أسابيع لإنقاذ الاتفاق.

ووفق ما يستشرفه خبراء في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، قد تتدرج هذه الخيارات من تضييق الخناق على تصدير النفط الإيراني، مرورا بعودة حظر التسليح، وصولا إلى إخضاع المنشآت النووية لتحقيق مجلس الأمن الدولي.

وقالت الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بأنه "بناء على موقف إيران من جولة المفاوضات الأخيرة، كلف الرئيس جو بايدن الفريق الخاص بالأمن الوطني بأن يكون مستعدا لفشل الدبلوماسية، والنظر في خيارات أخرى".

وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء، أوضحت ساكي أن "هذا العمل جار، وهناك أيضا مشاورات بهذا الشأن مع العديد من الشركاء حول العالم".

وبالتزامن، شدد بيان خليجي بريطاني مشترك على أن مواصلة طهران تصعيدها النووي إنما يقوض الأمن الإقليمي والدولي، وتابع: "مفاوضات فيينا تعد الفرصة الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي".

وتجمدت مفاوضات الاتفاق حول رفع العقوبات عن إيران مقابل الالتزام بأن يكون برنامجها النووي للأغراض السلمية، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف بالتعنت في الشروط المطروحة.

أخبار ذات صلة

اجتماع إسرائيلي-أميركي بشأن نووي إيران.. وسيناريوهات ثلاثة
واشنطن تؤكد أن فرص إنقاذ اتفاق إيران النووي تضيق أكثر فأكثر

خطة تدريجية

وعن الخطط التي تجهز لها واشنطن إذا ما فشلت المفاوضات، يرى المراقب الدولي السابق لدى الأمم المتحدة، كمال الزغول، أنها ستكون خطة تصعيدية تدريجية، تبدأ بعقوبات ضد تصدير النفط الإيراني -الذي تُستخدم عائداته لتمويل المشارع النووية- خاصة أن إيران دولة ريعية، وتعتمد على تصدير النفط والبتروكيماويات.

ويضيف الزغول أن الخطة قد تشمل عقوبات على شخصيات في الحرس الثوري ووكلائه في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وعلى تصدير وبيع الأسلحة، ثم تجميد الأرصدة في الخارج، وتنشيط الدوريات البحرية والتفتيشات في نقاط استراتيجية في خليج البنغال ومضيق باب المندب وقناة السويس.

وأخيرا، قد يتصاعد الأمر لتنشيط العمليات العسكرية في البوكمال السورية ضد ميليشيات طهران هناك، وفق الزغول.

ويتوقع المراقب الدولي السابق أن تنشط "حرب الظل" بين إسرائيل وإيران في سوريا ولبنان، وأن "هنالك احتمالية كبرى لمحاصرة الحوثيين في اليمن، لكن هذا الخيار يعتمد على انزلاق الحوثيين تحت الأوامر الإيرانية في عمليات القصف الحدودية".

تحقيق مجلس الأمن

وبحسب المحلل السياسي الإيراني، مهيم سرخوس، فالتحرك الإسرائيلي يحفزه تكهنات مثيرة بشأن وجود نشاط عسكري نووي في ثلاث محطات، هي تركوز آباد وفارامين وماريفان، والتي تندرج ضمن ما يعرف بالبرنامج النووي الإيراني السري.

ويضيف سرخوس أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الأربعاء، واتفقا على ضرورة بلورة رؤية أمنية مشتركة لمنع طهران من امتلاك قنبلة نووية، خاصة مع مضاعفتها عملية التخصيب لنحو 60 بالمئة والتفكير في زيادتها لنحو 90 بالمئة، وكذا استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة، وإنتاج صفائح معدنية من اليورانيوم، بما يمكنها من إنتاج قنبلة ذرية.

لذا، يرجح المصدر ذاته خطوة أخرى للضغط، وهي إخضاع الأنشطة النووية الإيرانية لتحقيق مجلس الأمن الدولي.

من ناحيتها، أبلغت إيران، الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لن يمكنها مشاهدة محتوى كاميرات مراقبة برنامجها النووي إلا بعد رفع العقوبات.

كما تناور إيران بالصواريخ، حيث أطلق الحرس الثوري صواريخ باليستية وكروز، الثلاثاء، خلال مناورات حربية في الخليج، معلنة أن صواريخها يبلغ مداها 2000 كيلومتر، وقادرة على الوصول إلى إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة.