رسم الخبير الأمني ورئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب ومقره ألمانيا، جاسم محمد، ملامح مشهد الإرهاب على الصعيد الإقليمي والدولي في عام 2021، مع استشراف وتوقعات لشكل ونوعية وتحركات التنظيمات الإرهابية في العام الجديد 2022.

الدكتور جاسم محمد، توقع في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، أن يشهد منحنى الإرهاب في أوروبا خلال عام 2022 انخفاضا في عدد العمليات، مقارنة بعام 2021، "ستبقى تلك العمليات محدودة على غرار الذئاب المنفردة".

تحدي مواجهة التطرف

وقال محمد إن أوروبا نجحت إلى حد بعيد خلال عام 2021 فى الحد من الهجمات الإرهابية بسبب السياسات والجهود الأمنية والاستخباراتية التي انتهجتها حكومات أوروبا، والعمل على سد الثغرات الأمنية، ونشر القوات على الأرض والرد السريع للتعامل مع تحييد المقاتلين، إضافة إلى التحركات الاستباقية بتفكيك خلايا الإرهاب.

وبرغم ذلك، يرى رئيس المركز الأوربي أن هناك تحديا كبيرا لأوروبا في العام الجديد يتعلق بمكافحة التطرف محليا داخل القارة العجوز، يعود إلى ما قدره بـ"تنامي في أعداد المتطرفين بأوروبا وانتشار السلفية الجهادية تحديدا".

وأوضح: "مكافحة التطرف أوروبيا بحاجة إلى معالجات فكرية عميقة، وموارد وتطبيقات تتعلق بنزع أيدلوجية التطرف من المقاتلين الأجانب العائدين من دول سوريا والعراق، معتبرا أن "أكثر العائدين من القتال مازالوا يحملون هذه الأفكار بنسبة كبيرة منهم".

قصور في سياسات الاندماج

كما نوه إلى ما وصفه بـ"قصور نسبي في سياسات الدول الأوروبية، بشأن اندماج الجاليات العربية، حيث لا تعطي فرص عمل متكافئة للأجانب على غرار المواطن الأوروبي، خاصة في التقدم وفرص للعمل، وفرص الحصول على الدراسة".

ودعا في هذا الصدد، حكومات أوروبا إلى المزيد من التواصل مع الأزهر الشريف، لاسيما وأن أوروبا تفتقر إلى الفهم الأيدلوجي إلى النصوص الإسلامية وتفسيرها.

وكانت عدة تقارير ودراسات صدرت حديثا عن مراكز بحثية أوروبية قد كشفت عن التعزيزات والإجراءات التي تعتزم القارة الأوربية تنفيذها خلال العام المقبل في إطار مواجهة شاملة مع مختلف تنظيمات التطرف، وفي القلب منها جماعة الإخوان.

وأوردت دراسة سابقة صدرت عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات أن تهديد الجماعات المتطرفة ومنها جماعة الإخوان المصنفة إرهابية في عدة دول، سيظل خطرا قائما في مختلف دول القارة الأوروبية، مما يعني أهمية الاستمرار في تعزيز التشريعات والإجراءات الأمنية والقانونية لحصرها ومواجهة انتشارها في المجتمعات.

تحول نسبي بمركز الإرهاب

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، أشار الدكتور جاسم محمد في دراسة حديثة حملت عنوان (مشهد الإرهاب إقليميا ودوليا 2021 .. تحديات ورؤية استشرافية")، إلى تحول نسبي في مركز ثقل الإرهاب وتنظيماته من منطقة الشرق الأوسط إلى إفريقيا.

وهو ما أرجعه إلى "تقلص" إمكانيات التنظيم بالمنطقة على مستوى الموارد البشرية والمالية، بالتوازي مع جهود التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش وجهود الحكومات وطنيا.

وقالت الدراسة: "يبدو أن ثقل تنظيم داعش تحول إلى وسط وغرب وشرق إفريقيا، ومنطقة الساحل الإفريقي، ما يرجح تنفيذه هجمات إرهابية خلال الفترة المقبلة بتلك المناطق، مما يمثل تحديا في سياسات مكافحة الإرهاب والتطرف".

أخبار ذات صلة

مصر تستضيف أكبر حدث لمكافحة الفساد بالعالم.. فما تفاصيله؟
مواجهة وحصار.. ماذا ينتظر الإخوان في أوروبا خلال 2022؟

كر وفر بديلا عن السيطرة المكانية

لكن الخبير الأمني يتوقع أيضا أن تشهد الفترة المقبلة نشاطًا لداعش على طول خطوط الحدود العراقية وكذلك على طول نهر الفرات في شمال شرق سوريا، عبر عمليات كر وفر، بدلا من السيطرة المكانية، التي تستهدف أرتال ومقرات أمنية وقطع الطرق والحصول على الأتاوات من القرى والمراكز النائية.

ولم يستبعد محمد أيضا استهداف التنظيم للزعامات والقيادات المجتمعية، مع تطوير قدراته نحو تدريب وإرسال الإرهابيين إلى خارج سوريا والعراق، واستمرار تواصله مع أنصاره من الذئاب المنفردة في أوروبا للتحريض على شن هجمات جديدة.