بعد صراع لأشهر مع المحاكم السويدية تمت أخيراً تبرئة الباحث والطبيب يوناس لودفيغسون من تهمة التحايل في البحث العلمي فيما يخص بحثه عن الأطفال ومدى إصابتهم بفيروس كورونا.

أخبار ذات صلة

"متلازمة كورونا"والأطفال.. دراسة تحسم الجدل الكبير

وقد يكون يوناس من أسوأ الباحثين حظاً في أزمة كورونا، حيث بدأت قصته حينما نشر بحثاً علمياً في أواخر العام الماضي في إحدى المجلات العلمية، وكان من النتائج التي توصل إليها في هذا البحث أن خطر كورونا على الأطفال ضئيل جداً، وأن من النادر أن تصل حالة طفل مصاب بكورونا إلى حد الخطر.

وكان يوناس يتوقع أن بحثه هذا سيقابل بالكثير من الترحيب حيث أنه سيزيح عن الأهالي الهم والخوف من أن يصاب صغارهم بالفيروس في ظل هذه الجائحة التي عصفت بالجميع، ولكن ما واجهه يوناس كان العكس من ذلك تماماً، حيث تفاجأ بموجة رفض وعداء كبيرين في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تدعي أنه باحث كاذب وأنه ببحثه هذا يعرض أبناء وبنات الناس للخطر.

ولم تنته حملات الكراهية عند وسائل التواصل الاجتماعي، بل تعداها إلى رسائل كراهية تصله إلى منزله، ثم بدأت حملة جمع تواقيع ضده لرفع قضية عليه بأنه يمارس جرائم ضد الإنسانية. ثم تم رفع ثلاث دعاوى قضائية ضده في ثلاث أشهر متتالية تتهمه بالكذب والتحايل في بحثه العلمي.

أخبار ذات صلة

بفعل الإغلاقات.. أطفال الشرق الأوسط "يعانون نفسيا وعاطفيا"

ما واجهه الباحث يوناس كان أمراً لا يطاق، لذلك أعلن وسط حملات الكراهية ضده أنه سيبتعد تماماً عن أي أبحاث تخص فيروس كورونا، ولكن الناس لم تتوقف عن مهاجمته.

المحكمة التي برأته مؤخراً ذكرت أن بحثه العلمي قد تم عمله وفق الضوابط البحثية الصحيحة، وأنه لا تحايل فيه، ومع ذلك يقول يوناس أن تعرضه لهذه المحاكمة أمر مؤثر للغاية، حيث أن من أهم صفات الباحث العلمي أن يتحلى بالنزاهة، وما جرى كان يضرب في نزاهته ومصداقيته بشكل مباشر.

وحتى بعد تبرئته، يقول يوناس أنه لن يرجع مطلقاً لأي أبحاث لها علاقة بكورونا، يقول إن الأذى الذي واجهه لم يكن محتملاً على الإطلاق، ولم يخطر على باله يوماً أن يواجه كل تلك الكراهية والعداء بسبب بحث علمي.