بعد تحطيم التماثيل التي تمثل رموزا للماضي العنصري في البلاد، ثم إزالة اسم رئيس أميركي تاريخي من جامعة عريقة لنفس السبب، بلغت حرب الأميركيين ضد التاريخ العنصري حاجزا جديدا في ولاية ميسيسيبي الأميركية.

ودفعت التظاهرات الأخيرة ضد العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة غداة مقتل المواطن من أصل أفريقي جورج فلويد اختناقا، بعدما ضغط شرطي أبيض مطولا على رقبته في مينيابوليس، الأميركيين إلى النظر إلى تاريخهم بطريقة مختلفة.

وقد تزامنت تلك التظاهرات مع تحطيم، وحتى إغراق، تماثيل شخصيات رأى المحتجون أنها تمثل رموزا لحقبة العنصرية البغيضة.

كما أعلنت جامعة برينستون العريقة شرقي البلاد، السبت، أنها قررت إزالة اسم الرئيس الأميركي الراحل وودرو ويلسون عن كليّتها للعلاقات الدولية بسبب "سياساته وآرائه العنصرية".

واليوم بلغت تلك "المواجهات مع الماضي" مع مرحلة جديدة، حيث سيصوت المشرعون في ولاية ميسيسيبي، الأحد، على مشروع قانون لإزالة شعار الكونفدرالية عن علم الولاية، في خطوة تلبي أحد مطالب الاحتجاجات.

وميسيسيبي الولاية الأميركية الوحيدة التي ما زالت رايتها تحتفظ بعلم "الولايات المتحدة الكونفدرالية" المؤلف من مستطيل أبيض في أعلى زاويته اليسرى مربّع أحمر، يتوسّطه صليب أزرق قُطري، بداخله نجوم صغيرة بيضاء.

وهذا العلم الذي كان يمثل الولايات الجنوبية التي رفضت إلغاء العبودية خلال حرب الانفصال (1861-1865)، يمثّل بالنسبة إلى كثيرين رمزاً للماضي العنصري للبلاد.

وخلال الاحتجاجات الضخمة المناهضة للعنصرية التي هزّت الولايات المتّحدة في مايو الفائت، كان أحد مطالب المحتجين التخلّص من هذا العلم.

وكانت بطولة ناسكار للسيارات منعت رفع أعلام الكونفدرالية على مدرّجاتها حيث غالباً ما يرفع المشجّعون هذه الأعلام ولا سيّما في الجنوب حيث تشتهر هذه السباقات.

وميسيسيبي التي لديها ماض طويل في الفصل العنصري، هي الولاية الوحيدة التي ما زالت تحتفظ بالشعار الكونفدرالي على علمها بعد أن تخلت عنه جورجيا في 2003.

وقبل عامين، رفض المشرعون في ميسيسيبي التخلّص من علم اعتبروه جزءاً لا يتجزّأ من تراث الجنوب وثقافته.

أخبار ذات صلة

اتهامات العنصرية تطيح اسم رئيس أميركي "تاريخي"

لكن الضغط المتزايد لدوائر الأعمال والرياضة والثقافة والمجتمع المدني في الولاية أثمر تحوّلاً في موقف هؤلاء المشرّعين الذين وافقوا السبت بأغلبية ثلثي أعضاء كونغرس الولاية بمجلسيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) على قرار يجيز مناقشة مشروع قانون لإعادة رسم علم الولاية.

ومشروع القانون الذي قد يطرح على التصويت الأحد ينص على إزالة هذا الرمز المحرج من علم الولاية، واستبداله بعلم آخر ستقترحه لاحقاً لجنة برلمانية، يعرض على ناخبي الولاية لإقراره في استفتاء عام في نوفمبر.

والسبت، أعلن حاكم الولاية تيت ريفز، الذي سبق أن عارض تغيير علم الولاية، أنّه لن يستخدم حقّ النقض الذي يتمتع به لرد هذا القانون، بل سيوقّع عليه إذا ما تمّ إقراره، وهو أمر مرجّح جداً حصوله في ضوء نتائج التصويت الأولي.

وخلال المناقشات الساخنة التي جرت بشأن هذه المسألة، لفت عضو كونغرس الولاية إدوارد بلاكمان وهو ديموقراطي ذو أصل أفريقي إلى مدى صعوبة مروره أمام العلم الكونفدرالي كل يوم تقريباً.

وقال "آمل أن يجعلنا (العلم المقبل) عندما ننظر إليه نشعر بالفخر جميعاً، وليس بعضنا فقط"، وفق ما نقلت "فرانس برس".