على ضفاف نهر التايمز وفي قلب العاصمة البريطانية لندن تقف الساعة الشهيرة بيغ بن، والتي ارتبطت على مدى سنين طويلة بتوقيت غرينتش أو ما اصطلح على تسميته بالتوقيت العالمي، لكن دقات بيغ بن قد تتحول قريبا إلى ما يسمى دقات بيغ بيث بعد مشروع قدمه نواب في مجلس العموم لتغيير اسمها إلى اسم الملكة اليزابيث احتفالا بـ 60 عاما للملكة على عرش بريطانيا.

الغريب في الأمر أن البرج الشهير في قلب لندن لا يحمل اسم بيغ بن ولكن اسمه هو برج الساعة، وأحيانا يطلق عليه اسم برج القديس استيفان، أما بيغ بن الاسم الذي ارتبط بها وعرفه الملايين على مستوى العالم فهو اسم وزير الأشغال البريطاني بنيامين هال الذي أشرف على إنشائها عام 1859 ، ولأنه كان ضخم الجثة فقد عرف باسم بيغ بن، أي بن الكبير ومن هنا جاء الاسم.

لكن بعض النواب، من معارضين وجود الملكية واستمرارها في بريطانيا، رفضوا الفكرة وأكدوا أنهم سيعارضونها بشدة في البرلمان.

يقول النائب روني كامبل، من حزب العمال، إن برج الساعة ظل دائما يحمل اسم بيغ بن وسيبقى كذلك حتى لو تغير الاسم الرسمي، موجها انتقادات حادة لأصحاب هذه الحملة متهما إياهم "بنفاق الملكة".

وأضاف "ربما كان من الأفضل أن يطلق اسم الملكة على مطار هيثرو مثلا أو على أي من المعالم التي بنيت خلال حياتها ولكن بيغ بن أقدم منها".

ويشكل هذا الجدل جزءا من الاحتفالات التي تعم بريطانيا بالذكرى الـ60 لتولي إليزابيث الثانية عرش بريطانيا، وستبلغ هذه الاحتفالات ذروتها في يونيو ويتطلع الجميع في بريطانيا للاستمتاع بها، خاصة بالرحلة الملكية النهرية والعروض الضخمة التي ستقدم بهذه المناسبة.

كما ثار جدل آخر على خلفية الاحتفالات، ويتعلق بيومي الإجازة اللذين قررت الحكومة منحهما للعاملين في البلاد بهذه المناسبة، حيث حذرت بعض النقابات العمالية من أن بعض الشركات تعتزم إلغاء اليوم الثاني وشددت أن ذلك سيحرم العديد من الاستمتاع بهذا اليوم وسيقلل من الفوائد الاقتصادية له خاصة التسوق وتحقيق الرواج التجاري.

وسواء ظل اسم الساعة بيغ بن أم تغير إلى بيغ بيث فالجميع يترقب الاحتفالات، والجميع سيشارك فيها سواء أكانوا من معارضي الملكية أم المؤيدين لها كونها فرصة من وجهة نظرهم للاستمتاع بشيء مختلف وسط ضجيج العمل اليومي ومعاناة الأزمات الاقتصادية.