اتهمت المعارضة الروسية السلطات بأنها تحرم المواطنين من حقهم في حرية التجمع، وذلك بعد إغلاق الميدان الأحمر في موسكو، واعتقال عشرات الأشخاص الذي حاولوا تنظيم احتجاج صامت مناهض للحكومة.

واستجاب مئات الأشخاص لدعوات على الإنترنت للتجمع في الميدان الأحمر، الأحد، خارج جدار الكرملين وارتدوا الأشرطة أو الملابس البيضاء التي ترمز إلى الاحتجاج، لكنهم اكتشفوا اغلاق البوابات الحديدية للميدان المترامي الأطراف.

واعتقلت الشرطة 4 أشخاص أثناء توجههم إلى الميدان من محطة قريبة لمترو الأنفاق، كما اعتقلت آخرين من وسط الحشد عند البوابات ووضعتهم في حافلات تابعة للشرطة.

وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة رويترز للأنباء إن نحو 55 شخصا اعتقلوا قرب الميدان الأحمر "لمحاولتهم تنظيم مظاهرة غير مرخص لها".

ويقول زعماء المعارضة أن الحكومة تنتهك حق المواطنين الدستوري في حرية التجمع بمطالبتهم بالحصول على تصريح من السلطات المحلية لتنظيم مظاهرات في الشوارع.

وقالت اينا باتشينا (48 عاما) أثناء وقوفها خارج بوابات الميدان الأحمر مع ابنتها "لا توجد حريات ولا حقوق وبوتين يظهر دائما على جميع القنوات التلفزيونية.. لا اعتبر بوتين رئيسي".

وأقام ناشطون من المعارضة مظاهرات صغيرة بدون تصريح رسمي منذ الانتخابات التشريعية، ديسمبر الماضي، المتنازع عليها والتي فاز فيها حزب بوتين الحاكم، في حين نظمت احتجاجات أخرى بتصريح من السلطات.

وفاز بوتين الذي تولى الرئاسة من عام 2000 إلى 2008 ويشغل حاليا منصب رئيس الوزراء، في انتخابات الرئاسة التي اجريت في الرابع من مارس الماضي. ويؤدي بوتين اليمين الدستورية في السابع من مايو المقبل.

ويتهم المعارضون بوتين بأنه يسعى لإعادة انتخابه مرة أخرى بعد 6 أعوام.

وشارك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ازعجهم ذلك الاحتمال واغضبتهم الأنباء التي تحدثت عن عمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات الرئاسية في مظاهرات، وصفت بأنها أكبر احتجاجات للمعارضة ضد حكم بوتين.

وأجرى بوتين والرئيس المنتهية ولايته ديمتري ميدفيديف إصلاحات سياسية محدودة شملت تشريعا يسمح لمزيد من الجماعات بتسجيل نفسها كأحزاب والتنافس في الانتخابات، لكن بعض خصومه يخشون من اتخاذ اجراءات قمعية ضد احتجاجات الشوارع وأنشطة المعارضة الأخرى.

واعتقلت شرطة مكافحة الشغب، السبت، نحو 60 شخصا في موسكو، و15 في سان بطرسبرغ، وفرقت محتجين كانوا يرددون هتافات "روسيا بدون بوتين" و "حرية التجمع دائما وفي أي مكان."