عززت الولايات المتحدة الأميركية اهتمامها بمنطقة الساحل الأفريقي مؤخرا، بعد إعلانها عن تعيين مبعوث خاص لأول مرة للمنطقة التي نشرت فيها واشنطن نحو ألفي جندي يشاركون في التصدي لعدد من الجماعات المسلحة وعلى رأسها داعش والقاعدة.

وتضم منطقة الساحل 5 دول هي، مالي والنيجر وموريتانيا وبوركينافاسو وتشاد تعاني جميعها جراء الإرهاب المنتشر والتهريب وتجارة البشر.

وعينت الولايات المتحدة بيتر فام في وقت سابق من الأسبوع الجاري كمبعوث خاص لمنطقة الساحل، وفق ما قاله المتحدث باسم الخارجية الأميركية، حيث يتوقع أن يسفر تعيينه عن مزيد من التنسيق مع الجهود التي تقودها فرنسا مع دول المنطقة لمحاربة الإرهاب.

تعيين الدبلوماسي الأميركي يأتي في وقت قالت فيه مصادر، إن واشنطن عازمة على تقديم مزيد من الدعم اللوجيستي للمنطقة التي ينشط فيها نحو 2000 جندي في مهمات تدريب في نحو 40 بلداً إفريقيا ويشاركون في عمليات مشتركة مع قوة "برخان" الفرنسية في مالي حيث يوفرون لها المساعدات اللوجستية.

وتأتي تسمية المبعوث الخاص لمنطقة الساحل بعد أيام من إعلان الاتحاد الأفريقي استعداده لنشر 3 آلاف جندي إضافي بشكل مؤقت لدعم جهود "محاربة الإرهاب"، وبعد أنباء عن نية تقليص الوجود العسكري الأميركي في أفريقيا.

وتأتي هذه الأنباء بعد تقرير لواشنطن بوست قالت فيه إن مقاتلي تنظيمي داعش والقاعدة ينسقون على ما يبدو الهجمات ويسعون إلى تقاسم مناطق نفوذ فيما بينهما بالساحل الأفريقي، الواقع جنوب الصحراء الكبرى.

ووفق مسؤولين، درج تنظيما القاعدة وداعش على عدم الإعلان عن إقامة "دولة الخلافة" بالمناطق التي تقع تحت سيطرتهما غرب أفريقيا تحسبا من استثارة الغرب، ويستفيدون من الوقت بالتدريب واستجماع قواهم، والتخطيط لشن هجمات قد تطال أهدافا دولية كبيرة.

أخبار ذات صلة

موريتانيا.. ملتقى لعلماء دول الساحل الإفريقي

وورد بتقرير أميركي -نُشر في وقت سابق في فبراير الماضي، أن لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة حوالي ألفي مقاتل في غرب أفريقيا.

ويُعتقد أن لتنظيم داعش بالصحراء الكبرى مقاتلين يقدرون بالمئات، وهو ينشط في تجنيد المزيد من العناصر شمالي شرق مالي.

من جانبها، حثت فرنسا التي تنشر حوالي 4500 من جنودها غرب أفريقيا الولايات المتحدة على البقاء بالمنطقة، وطلبت من القوى الأوروبية الأخرى مضاعفة جهودها.

أخبار ذات صلة

انطلاق مناورات عسكرية بقيادة أميركية في موريتانيا

 وتلقي عدة أزمات وتحديات بظلالها على المنطقة، على رأسها الانفلات الحاصل في ليبيا، والذي أدى إلى تدفق أموال وأسلحة ومجموعات إرهابية إلى المنطقة، إضافة إلى انتكاسة جهود السلام في مالي بعد تعثر اتفاقيات سلام بين الجبهات المسلحة للطوارق وجمهورية مالي، ما عزز انتشار أعمال إرهابية تقودها مجموعة من الجماعات المسلحة على رأسها بوكو حرام والقاعدة وداعش وتنظيم أنصار الإسلام.

ويأمل مراقبون أن يؤدي تعيين المبعوث الأميركي في المنطقة إلى خلق آليات وخطط لتنسيق الجهود المبذولة في تعزيز الأمن والسلم في منطقة شديدة الاضطراب تتطلع الجماعات الإرهابية إلى تأسيس دولتها فيها بعد فشلها في الشرق الأوسط.