أصبح مجال المناورة أمام الرئيس التركي أضيق من أي وقت مضى، فبينما يحاول رجب طيب أردوغان أن يسابق الزمن لثني الإدارة الأميركية عن فرض عقوبات على تركيا، تلقى صفعة من الاتحاد الأوروبي.

وبدأت موجة العقوبات من الاتحاد الأوروبي الذي تحرك، الاثنين، في وجه عمليات التنقيب التركية غير الشرعية في المياه القبرصية.

وتربك هذه العقوبات حسابات أردوغان المتبعثرة أصلا وسط أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد، في ظل انخفاض حاد لليرة التركية وأرقام مهولة عن نسب البطالة وغيرها من مظاهر ركود اقتصادي، أدى إلى تراجع شعبية الرئيس وحزبه في الانتخابات الأخيرة، وخسارته العاصمة أنقرة، إلى جانب عاصمة الحكم - كما يسميها - إسطنبول. 

وفي بروكسل، حيث اجتمع أعضاء الاتحاد، اُتخذ قرار تعليق المفاوضات حول اتفاق النقل الجوي الشامل، ووقف اجتماعات مجلس الشراكة، والاجتماعات رفيعة المستوى مع تركيا.

كما قرر المجلس تخفيض حجم المساعدات لتركيا خلال عام 2020. وقالت مصادر أوروبية إن التخفيض يتمثل في اقتطاع حوالي 146 مليون دولار، من مبالغ تابعة لصناديق أوروبية.

كما طلب أعضاء الاتحاد من بنك الاستثمار الأوروبي إعادة النظر في الشروط المحددة لتوفير الدعم المالي لأنقرة.

أخبار ذات صلة

عقوبات أوروبية على تركيا بسبب أنشطة التنقيب في المتوسط

عقوبات أميركية

وفيما يتعلق بعقوبات واشنطن قال الرئيس التركي، بلغة طغى عليها الكثير من التودد والاستعطاف، إن ترامب يملك سلطة وقف أو تأجيل تطبيق عقوبات على تركيا، بعد استلامها أول دفعة من منظومة الدفاع الجوية إس-400.

وفي حديثه للصحافة التركية، غير أردوغان من لهجته المتحدية التي يستخدمها دائما، ولعب على وتر إمكانية ألا يتفق ترامب في الرأي مع من هم دونه، في إشارة لبعض المسؤولين الأميركيين، وأن عليه إيجاد حل وسط في هذا الخلاف.

ووفقا لرواية أردوغان، فترامب كان عبر عن تعاطفه وتفهمه مع الموقف التركي خلال لقائه في قمة العشرين في اليابان، الشهر الماضي.

أخبار ذات صلة

أردوغان: اكتمال نشر منظومة إس-400 الصاروخية بحلول أبريل

وفي المقابل، يبدو الأمر محسوما لواشنطن التي تستعد لفرض العقوبات على أنقرة خلال أيام.

وكشفت مصادر أميركية أن مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي أعدوا حزمة من العقوبات لفرضها على تركيا، ويعتزمون الإعلان عنها، في الأيام المقبلة، بعد توقيع ترامب.

كما توقع مسؤولون أميركيون حرمان تركيا من برنامج مقاتلات إف-35، وهو ما هددت به واشنطن أنقرة مرارا، في محاولة لثنيها عن شراء المنظومة الروسية إس-400 التي تقول وزارة الدفاع الأميركية إنها ربما تشكل تهديدا لهذه المقاتلات، إذا كانت تعمل في المنطقة ذاتها.