قال نائب رئيس وزراء تركيا السابق علي باباجان، الاثنين، إنه استقال من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب "خلافات عميقة" بشأن توجه الحزب، مضيفا أن تركيا تحتاج إلى رؤية جديدة.

ويقول أشخاص على دراية بالأمر إن باباجان والرئيس السابق عبدالله غل يعتزمان تشكيل حزب سياسي منافس هذا العام، في خطوة يمكن أن تزيد من تراجع شعبية حزب أردوغان، بعد الهزيمة الانتخابية الصاعقة التي مني بها في إسطنبول، الشهر الماضي.

وفي بيان، قال باباجان: "في ظل الظروف الحالية، تحتاج تركيا إلى رؤية جديدة تماما لمستقبلها. هناك حاجة إلى تحليلات صحيحة في كل مجال، واستراتيجيات مطورة حديثا، وخطط، وبرامج لبلادنا".

وأضاف "صار محتما بدء جهد جديد من أجل حاضر تركيا، ومستقبلها. كثير من زملائي وأنا نشعر بمسؤولية عظيمة وتاريخية نحو هذا الجهد".

وتابع أنه قدم استقالته إلى حزب العدالة والتنمية.

وكان انتخاب سياسي معارض رئيسا لبلدية إسطنبول، بعد إعادة الانتخابات في 23 يونيو، قد مثل أكبر خسارة انتخابية لأردوغان في حياته السياسية.

وشجعت الهزيمة في أكبر مدينة تركية المنتقدين داخل حزب العدالة والتنمية، بعد أن ظلوا لسنوات يلمحون إلى خطط لتشكيل حزب جديد.

وشغل باباجان منصبي وزير الاقتصاد ووزير الخارجية في السنوات الأولى من حكم حزب العدالة والتنمية، قبل تعيينه نائبا لرئيس الوزراء، وهو المنصب الذي شغله في الفترة من 2009 إلى 2015.

وشغل غل منصب الرئيس من 2007 إلى 2014، قبل أن ينتقل أردوغان من رئاسة الوزراء إلى رئاسة تركيا.

وفي وقت سابق من شهر يوليو الجاري، نقلت مجلة شبيغل الألمانية عن أحد أعضاء حكومة الرئيس التركي قوله إن عصر رجب طيب أردوغان "انتهى بشكل واضح"، وأن البلاد تحتاج إلى بداية جديدة.

ونقلت مجلة شبيغل عن كمال أوزتورك المدير السابق لوكالة الأناضول للأنباء، المملوكة للدولة، قوله إن باباجان التقى أردوغان لإبلاغه شخصيا بأن حزبه على وشك الانطلاق، وبأنه سيستقيل من حزب العدالة والتنمية.

وذكرت مصادر في أنقرة لمجلة شبيغل أن حزب باباجان قد يتم تأسيسه في شهر يوليو الجاري.

أخبار ذات صلة

من داخل "العدالة والتنمية".. اقتراب ميلاد حزب يهدد أردوغان
إسطنبول بيد المعارضة.. كيف سيغير إمام أوغلو أكبر مدن تركيا؟

وقال أندي بيرش، كبير الخبراء الاقتصاديين في مؤشر آي.إتش.إس ماركت: "إن عودة باباجان إلى المشهد السياسي الوطني ستكون موضع ترحيب من قبل المستثمرين والأسواق الدولية بشكل عام. ويُنظر إليه على أنه تكنوقراط راسخ، وموثوق به، وعلى دراية جيدة بالسياسات الاقتصادية التقليدية".

وذكر موقع أحوال تركية أن باباجان "يُعرف على نطاق واسع بشعبيته لدى مؤسسات التمويل الغربية".

ويواجه الاقتصاد التركي صعوبات جمة منذ تولي بيرات البيرق، صهر أردوغان، مهام منصب وزير المالية والخزانة، عقب انتخابات يونيو 2018.

ولدى سؤاله عن كيف تنظر مؤسسات التمويل الغربية إلى باباجان، قال بيرش: "لقد أظهرت تجربة باباجان حماسا سياسيا قويا في مواجهة الضغوط لتبني المزيد من الإجراءات الشعبوية. لقد اختلف باباجان مع أردوغان بشأن استقلال البنك المركزي".