يتوجه الناخبون في إسطنبول من جديد إلى مراكز الاقتراع  لانتخاب عمدة لعاصمة تركيا الاقتصادية بعد إلغاء نتائج انتخابات مارس من هذا العام والتي فاز فيها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو .

وتعتبر انتخابات إسطنبول، التي يعيش فيها 16 مليون شخص، رهانا واسعا للرئيس رجب طيب أردوغان إذ لم يتوانى هو نفسه  في وصفها بالقول "من يفز في إسطنبول يفز بتركيا".

أخبار ذات صلة

قبل الإعادة بساعات.. ماذا يريد الناخبون في إسطنبول؟

لكن أردوغان تنبّه إلى خطورة قلب تلك الانتخابات إلى استفتاء حول بقائه في سدة الحكم، وبالتالي دفع المعارضة إلى حشد كامل قواها لتوجيه صفعة له وضربة لحزب العدالة والتنمية، في حال هزيمة مرشحه.

فبعد أن كان أردوغان يعتبر أن "بقاء الأمة" مرتبط بانتخابات إسطنبول، عاود وسعى للتقليل من شأنها، وقال إنها تبقى محصورة بـ"انتخاب رئيس بلدية".

رغم ذلك، يقاتل أردوغان من أجل احتفاظ حزبه بهذه المدينة والتي سبق أن تولى ذاته منصب العمودية فيها لأعوام، حيث كانت المعبر له نحو استلام السلطة السياسية في تركيا، بواقع أن موازنة بلدية إسطنبول هائلة وتتيح لحزبه الكثير من النفوذ فيها في حال فوز بن علي يلدريم فيها.

أخبار ذات صلة

انتخابات إسطنبول.. لماذا يخشى أردوغان الهزيمة؟

وعقب انتخابات مارس، لم يتقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النتائج الرسمية للانتخابات، وسعى عبر الطعون والضغوط إلى استصدار قرار بإعادتها حتى حصل على ما أراد، لكن ما يصنع الفرق أن الرئيس ذو الصلاحيات الواسعة قد بدأ بخسارة الجولة الثانية "سياسيا".

ورغم مساعي أردوغان لالتقاط فرصة ثانية لاستعادة المدينة التي عبرت عن غضبها من سياسات الحزب الحاكم في صناديق الاقتراع، يبدو أن المعارضة عازمة على تلقين الرئيس التركي الدرس مرة أخرى، عبر حشد واسع من الأحزاب وحافز أقوى للتصويت من جانب المواطنين المستفزين من الممارسات غير الديمقراطية.

أخبار ذات صلة

انتخابات بلدية إسطنبول.. رسالة "مثيرة" من أوجلان للأكراد

وفيما لو تكبد أردوغان هزيمة ثانية في إسطنبول فإن ذلك سيشكل صفعة مذلة له أكثر من صفعة انتخابات مارس"، ليشهد بذلك أردوغان تشكيل حلف أوسع مناوئ له قد يتعدى الصندوق الانتخابي ويستفيد من الشارع الغاضب لخلق حركة شعبية ضد سياساته.

وأيا كانت النتيجة لانتخابات إسطنبول، سواء بفوز إمام أوغلو أو خسارته، فإن أنصار المعارضة باتوا يعتبرون إمام أوغلو  أيقونتهم الجديدة التي ستقف أمام أردوغان في انتخابات الرئاسة المقبلة بعد أربعة أعوام.