توعدت كوريا الشمالية، الثلاثاء، جارتها الجنوبية بإنهاء اتفاق الهدنة في حال مضت قدما في إجراء تدريبات عسكرية مقررة مع الولايات المتحدة الأميركية من 11 إلى 25 مارس الجاري.

وينذر هذا التهديد بتصعيد التوتر بين الكوريتين ما يضع شبه الجزيرة على شفا حرب بعد 57 عاما من إعلان الهدنة، لاسيما أن بيونغيانغ حذرت، الأسبوع الماضي، قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، الجنرال جيمس ثورمان، من أن وحداته "ستواجه دمارا مؤسفا" إذا استمرت المناورات.

وعلى الرغم من تأكيد واشنطن وسول أن مناوراتهما "دفاعية"، تدين كوريا الشمالية بانتظام المناورات العسكرية التي يجريها الطرفان، وتعتبرها تدريبا لغزوها.

ويأتي هذا في وقت ذكر دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة والصين توصلتا إلى اتفاق مبدئي بشأن مسودة قرار في مجلس الأمن الدولي، يقضي بمعاقبة كوريا الشمالية على إجرائها ثالث تجربة نووية الشهر الماضي.

ومن المقرر أن يشهد مجلس الأمن الذي تتولى روسيا رئاسته لشهر مارس مشاورات مغلقة، الثلاثاء، بشأن كوريا الشمالية في نيويورك، وفقا لما ذكره المكتب الصحفي للأمم المتحدة.

وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة طلبوا ألا تنشر أسماؤهم، إنهم يتوقعون أن يتسلموا مسودة القرار في جلسة المجلس اليوم. وأضافوا أنهم يأملون أن يجري المجلس تصويتا على القرار بنهاية الأسبوع.

ومن جانبه، ذكر نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، أن بلاده مستعدة لتأييد مسودة قرار دولي بفرض عقوبات على كوريا الشمالية، إذا ركز هذا القرار فقط على برامج بيونغيانغ النووية والصاروخية.

ويقول دبلوماسيون في مجلس الأمن إنهم يريدون تعزيز البنود الواردة في قرارات صدرت بعد أن أجرت كوريا الشمالية تجربتيها النوويتين في عامي 2006 و2009، بحيث تتخطى مجرد التفتيش ومصادرة شحنات المواد المحظورة وتشديد القيود المالية.

ودان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التجربة النووية الثالثة التي أجرتها كوريا الشمالية في 12 فبراير الماضي، وتعهد باتخاذ إجراء ضدها بسبب هذه الخطوة التي شجبتها كل القوى العالمية بما في ذلك الصين.

وقالت بيونغيانغ في ذلك الوقت إن هذه التجربة دفاع عن النفس في مواجهة "العداء الاميركي"، وهددت باتخاذ إجراءات أقوى إذا لزم الأمر.

جدير بالذكر أن مجلس الأمن مرر في يناير الماضي قرارا يوسع فيه العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، بسبب إطلاقها صاروخا في ديسمبر، وحذرها من إطلاق المزيد من الصواريخ أو إجراء تجارب نووية. وردت كوريا الشمالية بالتهديد بتفجير نووي جديد نفذته في الشهر التالي.