أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، فشل بلاده في محاولتي إطلاق صواريخ إلى الفضاء خلال الشهرين الأخيرين، متهما الولايات المتحدة ضمنيا بالوقوف بالتسبب في هذه الإخفاقات.

وفي مقابلة مع شبكة "أن بي سي نيوز "الأميركية، الجمعة، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، قال ظريف إن النظام الإيراني شرع في إجراء تحقيق لمعرفة الأسباب وراء هذا الفشل، لكنه الآن "يبحث في التفاصيل" بعد تقرير إخباري تحدث عن برنامج أميركي لتخريب الصواريخ الإيرانية.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية كشفت، الأربعاء، عن إعادة إدارة الرئيس دونالد ترامب، العمل ببرنامج سري يهدف إلى تخريب الصواريخ والقذائف الإيرانية، وذلك ضمن حملة أوسع لتقويض قدرات إيران العسكرية وعزل اقتصادها، وفق ما نقلت عن مسؤولين حاليين وسابقين.

وتعليقا على هذا التقرير، قال وزير الخارجية الإيراني إنه "من المحتمل جدا" أن تكون الولايات المتحدة وراء الأمر، مضيفا "نحن بحاجة للنظر في المسألة بعناية شديدة".

فشلان في فبراير ويناير

وكان تقارير تحدثت عن فشل إيران مرتين في إطلاق صواريخ إلى الفضاء في مطلع فبراير الجاري، ومنتصف يناير الماضي.

وفيما أكدت إيران فشل التجربة الأولى، التزمت الصمت إزاء الفشل في محاولة الإطلاق الثانية، على الرغم من صور فضائية وتحليلات رجحت بصورة كبيرة وقوع إخفاق فضائي.

ونشرت شركتا "ديجيتا غلوب"، و"بلانيت" في 7 فبراير الجاري، صورا تشير إلى محاولة إطلاق صاروخ من قاعدة شمالي إيران تحمل اسم "مركز الإمام الخميني للفضاء".

وقال المحلل البارز في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية، الذي قام بتحليل الصور، ديفيد شميلير: "شاهدنا على الأقل بعض إشارات الاحتراق على منصة الصاروخ، مما يدل على وقوع إطلاق".

واعتبر أن عدم مسارعة إيران إلى الإعلان عن تجربة الصاروخ الفضائي، يعزز فرضية فشله.

وفي 15 يناير الماضي، أعلن النظام الإيراني إطلاق قمر صناعي صوب الفضاء، لكن العملية انتهت بالفشل، وقال وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد أزاري جهرومي، إن العملية فشلت في إيصال القمر الصناعي "بأيام" إلى المدار.

أخبار ذات صلة

برنامج سري أميركي لتخريب الصواريخ الإيرانية
إيران تقر بفشل ثان في برنامج "غزو الفضاء"

تحدي قرارات دولية

وتؤكد الولايات المتحدة أن خطط إيران لإرسال أقمار صناعية صوب المدار تشكل تحديا لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

وتمنع قرارات مجلس الأمن إيران من القيام بأي أنشطة ذات صلة بالصواريخ الباليستية القادرة على نقل رؤوس الحرب النووية.

وبعد الفشل في إطلاق الصاروخ الأول، تعهد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بمعاودة إطلاق قمر صناعي جديد في غضون أشهر، متجاهلا تحذيرات أميركية وأوروبية من القيام بمثل هذه الخطوة.

وفي المجمل، فشلت إيران في إطلاق الصواريخ الفضائية 5 مرات منذ عام 2008.