تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عائلة إيرانية تعيش في حالة مزرية للغاية، في بلد يتمتع بثروات نفطية كبيرة.

ويظهر الفيديو أفراد عائلة مكونة من أب وأم وطفلهما الصغير، في منطقة جرداء، جنوبي العاصمة طهران.

وكان الأب يشكو من فقره وقلة حيلته أمام أفراد عائله، فيما كانت الكاميرا توثق حالة المنزل، الذي بدا مصنوعا من الحجارة وغطاؤه من قطع الكرتون والصفيح وأغطية رثة.

850 مدينة صفيح

وهذه العائلة جزء من 10- 16 مليون إيراني يعيشون في 850 مدينة صفيح منتشرة في طول البلاد وعرضها، وفق تقرير رسمي حكومي.

وقد يكون من الطبيعي انتشار مدن الصفيح هذه في بلد فقير، لكن المستغرب أنها في إيران، ثالث أكبر مصدر للنفط في منظمة "أوبك".

وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال مدير مركز الأحواز للإعلام والدراسات الاستراتيجية، حسن راضي، "إن مدن الصفيح تنتشر في البلاد، وتتركز في طهران ومشهد والأحواز".

وأرجع راضي انتشار هذه المدن المعدمة إلى الفقر والبطالة اللذين تسبب بهما سياسات النظام الإيراني في المنطقة، مؤكدا أن "نظام الملالي لا يضع المواطن الإيراني في أولوياته".

وأضاف أن النظام الإيراني ينفق عائدات النفط على المشاريع التوسعية في المنطقة والميليشيات الموالية لها مثل حزب الله والحوثيين، فضلا إن إجراء التجارب على الصواريخ البالستية.

ولفت إلى أن هناك سياسة ممنهجة لدى نظام طهران ضد الشعوب غير الفارسية، بتفقيرها والتمييز العنصري بحقها، لذلك تنتشر مدن الصفيح كثيرا في مناطقها.

ويطال الإهمال أيضا الأقاليم الفارسية، وفق راضي، الذي يشدد على أن الاهتمام بالمواطن وتقديم الخدمات له غير مدرج في النهاية على أجندة قادة النظام.

لا تحسن يذكر

وحتى بعدما رفعت العقوبات عن نظام طهران، مطلع عام 2016، وحصوله على عشرات المليارات من الدولارات، لم يلمس المواطن الإيراني أثرا إيجابيا على حياته، وذلك لأسباب عدة، منها إلى جانب التدخلات الخارجية، الفساد المنظم داخل النظام، المتمثل في النهب العام، وفق راضي.

ففي مارس الماضي، اعترف عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني، شهاب نادري، بأن 80 في المئة من المواطنين الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.

فيما يقول راضي، إن 40 مليون إيراني لا يستطيعون العيش في البلاد، دون المعونات التي تقدمها الجهات الحكومية، مشيرا إلى أن الرواتب التي يتلقها العمال تنفد في أول 10 أيام من الشهر.

أرقام مخيفة

وخلال الأشهر الستة الأخيرة، تضاعفت أسعار السلع الأساسية في إيران بنسبة 50 في المئة، وفق ما ذكرت وكالة "تسنيم"، الأمر الذي سدد ضربة قاسية للمواطنين الذين يعيشون بالكاد حياة الكفاف، وأجج احتجاجات صاخبة في البلاد.

ويبلغ الحد الأدنى لأجور العمال شهريا في إيران نحو ١٦٠ دولارا أميركيا، في الوقت الذي بلغت فيه تكاليف الحد الأدنى لمعيشة عائلة مكونة من أربع أشخاص إلى نحو ٦٠٠ دولار أميركي.

ويلفت مركز الأحواز للإعلام والدراسات الاستراتيجية إلى مظهر أخر للفقر، ويتمثل بالحالة المعيشية التي يعيشها عمال مقطوعة رواتبهم منذ فترات تصل إلى 9 أشهر متواصلة، فيما كانت رواتبهم في الوضع الطبيعي أقل من الحد الأدنى للأجور.