يلعب نظام طهران على وتر الوطنية والقومية وصناعة الأعداء والإيهام بسحقهم، كلما ارتدت سياساته التخريبية في المنطقة إلى الداخل وأثرت بشكل مباشر وسلبي على حياة الإيرانيين.

وفي شوارع طهران، يمكن مشاهدة أعلام ورسومات تمثل "العدو" الأميركي، حيث تبحث الحكومة عن مبرر تخفي وراءه ضنك الحياة وضيق العيش، وشماعة تعلق عليها توابع جرائمها في المنطقة.

أما آخر صيحة في صيحات "صناعة العدو"، فكان وضع العلم الأميركي على الأرض بمداخل المؤسسات، ومنها جامعة رازي في مدينة كرمنشاه ذات الأغلبية الكردية.

لكن المفاجأة التي صورها مقطع فيديو انتشر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، هو أن معظم طلاب الجامعة تفادى السير فوق العلم، وووسعوا خطواتهم لتجنبه أو المرور إلى جواره.

وبحسب معلقين إيرانيين، فإن الشعب الإيراني أيقن أن عدوه ليس الولايات المتحدة، بل نظام الملالي نفسه.

وعادة ما تلجأ السلطات الإيرانية إلى الطلاب لتمرير رسائلها إلى الشعب، وتستعين بهم لرسم صورة مزيفة تريد أن يراها العالم، لا سيما مع اشتداد قوة العقوبات الأميركية عليها.

لكن يبدو أن الطلاب الإيرانيين تمردوا على النظام، ورفضوا أن يكونوا أداة في يد طهران لخداع الداخل والخارج، وهذه ليست الواقعة الأولى، ففي لقطات فيديو حصلت عليها "سكاي نيوز عربية" سابقا، يظهر طلاب مدارس أخرجهم النظام في مسيرة يفترض أن تكون مناصرة له في الأحواز، لكنهم هتفوا: "خامنئي عديم الشرف".

وطبقت الولايات المتحدة، الاثنين، حزمة عقوبات جديدة وقاسية على إيران، تستهدف قطاعي النفط والمصارف الحيويين، مما يزيد الضغط على طهران بعد عدم التزامها بالاتفاق النووي، وتدخلاتها الهدامة في شؤون دول المنطقة.