تلوح في الأفق معركة إدلب في سوريا، والتي يرى بعض الخبراء أن تداعياتها قد تكون قوية على الأمن القومي الأميركي حاسمة، فهي قد تؤدي إلى حدوث تحالف قوي بين القاعدة وداعش، وبقية الجماعات الأصولية المتطرفة.

وبدأت إرهاصات هذا التحالف تظهر، إذ أطلق متطرفون من تلك الجماعات حملة دعاية منسقة لترويع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، وجعلهم يعيشون حالة من "الذعر والفوضى"، وفقا لتقرير نشرته مجلة "national interest".

وبحسب التقرير، يجب على إدارة ترامب أن تعي بشكل واضح أن داعش والقاعدة في سوريا والعراق لم يهزما بعد، فمن الواضح أن "هيئة تحرير الشام" - النصرة سابقا، وتنظيم "داعش" لا يستعدان فقط للدفاع عن معاقلهما الباقية في سوريا، وإنما أيضاً لتشجيع الهجمات الإرهابية واسعة النطاق على الغرب.

ففي الأسابيع القليلة الماضية، بدا تعاون داعش والقاعدة جليا في تحريض الجاليات المسلمة في الغرب، لتنفيذ هجمات إرهابية، بما في ذلك استخدام الأسلحة غير التقليدية لاستهداف المصالح والأهداف الحيوية.

إرهاب "بلا حدود"

وفي 20 يوليو ، نشرت قناة تابعة لداعش كتابًا بعنوان "الجهاد بلا حدود"، وقد برر الكتاب المكون من 86 صفحة، والذي يؤكد على المصادر الإسلامية المثيرة للجدل، الجهاد في الغرب كجزء من مفهوم لا جدال فيه، لما تعتبره هذه الجماعات "جهاد بلا حدود".

وقد حاول الأصولي عبد الله الشيباني من خلال ذلك الكتاب تشويه المعتقدات الإسلامية، التي ترى في الجهاد وسيلة للدفاع عن النفس، وليس للاعتداء على الآخرين.

ولقد عمل الشيباني جاهدًا على حث المسلمين في الغرب على استخدام الإرهاب كأداة لمواجهة من أسماهم "أعداء الإسلام"، عبر نصوص دينية مجتزأة وخارج السياق.

ولا يقل أهمية عن ذلك، أنه قدم خارطة طريق للأهداف المحتملة في الغرب، مؤكدا أن  تلك الهجمات الإرهابية ستؤتي ثمارها عندما تستهدف مواقع عسكرية ومدنية واقتصادية".

هجمات بيولوجية

في أوائل أغسطس، نشر داعش شريط فيديو يدعو إلى هجمات بيولوجية على الغرب، وقدم تعليمات صارمة حول كيفية نشر "الطاعون" باستحدام"براز وفضلات الفئران".

وفي وقت لاحق، أصدر داعش تعلميات بشأن كيفية تنفيذ هجمات بيولوجية في الغرب، وُنشر ملصقًا لمدينة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة تتعرض للهجوم، تحت عنوان "سنجعلك تخاف الهواء الذي تستنشقه".

بعد ذلك ، في 22 أغسطس أصدرت شبكة "الفرقان"، وهي منفذ إعلامي تابع لداعش، بيانًا صوتيًا لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، منهية التكهنات بشأن وفاته، ولجأ البغدادي في التسجيل الصوتي إلى لهجة متحدية بعد خسارة معاقله في العراق وسوريا، وحثّ مسلحيه على الاستمرار في القتال، معتبرا أن مقياس "النصر أو الهزيمة" لا يعتمد على خسارة أو السيطرة على مدينة أو بلدة معينة.

وتطرق بيانه إلى عدة مسائل. أهمها تهديد الولايات المتحدة وروسيا باستهداف مصالحهم وقواتهم في سوريا وفي كل مكان تجعل "معاناتهم في أفغانستان بسيطة" مقارنة مع ما ينتظرهم.

 ثم حث أتباعه وخلاياه في "جميع أنحاء العالم الإسلامي" على الصمود مهما كلف الأمر، كما دعا مؤيدي داعش في الغرب إلى استخدام أي وسيلة متاحة لهم لتنفيذ هجمات إرهابية في المجتمعات الغربية، مؤكدا أن تلك الهجمات والتي قد تكون بواسطة سيارات المفخخة ستساوي ألف عملية من التي ينفذ داعش في بلدان إسلامية.