وقعت الأطراف المتنازعة في جنوب السودان اتفاقا نهائيا لتقاسم السلطة، الأحد، بهدف إنهاء حرب أهلية، أوقعت عشرات آلاف القتلى، وشردت الملايين في هذا البلد.

ووقع الرئيس سلفا كير ميارديت وخصمه رياك مشار، في السودان المجاور، الاتفاق الذي يعتزم بموجبه زعيم التمرد العودة إلى حكومة الوحدة الوطنية كنائب أول للرئيس بين 5 في هذا المنصب.

وبحسب الاتفاق، سيكون هناك 20 عضوا من جماعة رئيس جنوب السودان سلفا كير في الحكومة الجديدة، المؤلفة من 35 عضوا، بينما ستحصل جماعة زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان رياك مشار ومجموعات معارضة أصغر على باقي المناصب.

وأشاد كير ورئيس أكبر جماعة متمردة في بلاده رياك مشار بحقبة جديدة من السلام طال انتظارها في أحدث دولة في العالم.

وقال كير: "أدعو الجميع بصفتي زعيم جنوب السودان إلى أن يكون هذا الاتفاق الذي وقعناه اليوم نهاية للحرب والصراع في بلادنا".

وأضاف كير "حكومتي وأنا نعرف أن الصراع في جنوب السودان تمخض عن أعباء مالية وسياسية للحكومة والمنطقة والقارة".

وتابع "يتعين علينا قبول أن الحرب الأبدية غير مجدية، وفرضت معاناة علينا وعلى أسرنا، وقتلت المئات من شبابنا ونسائنا، ودمرت اقتصادنا، وتركتنا منقسمين".

أما نائب كير السابق وزعيم المتمردين مشار فقال عقب التوقيع: "نحتفل اليوم ليس في جنوب السودان فحسب، وإنما في العالم أجمع" بتوقيع الاتفاق.

وأضاف مشار "ليس هناك خيار سوى السلام... يتعين علينا أن نركز بعد هذه المرحلة على تطبيق الاتفاق الذي إن لم نطبقه فسنفشل جميعا".

وعلق وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، قائلا: "تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق المسائل العالقة، وهذه الاتفاقية هي للتعبير عن التزام الأطراف كلها على وقف إطلاق النار".

وساعد السودان في التوصل للاتفاق.

وكان جنوب السودان انفصل عن السودان عام 2011، لكن الحرب الأهلية تفجرت بعد ذلك بعامين بين الحكومة التي يقودها كير وحركة متمردة يتزعمها مشار.

وتسبب الصراع الذي تفاقم بفعل خلافات شخصية وعرقية، في مقتل عشرات الآلاف، وشرد ما يقدر بربع سكان البلاد، البالغ عددهم 12 مليون نسمة، ودمر اقتصاد جنوب السودان الذي يعتمد بشكل أساسي على إنتاج النفط الخام.

ولم تصمد اتفاقات سلام سابقة، وأحدثها كان في 2015، سوى لأشهر قبل أن يتجدد القتال.

لكن كير عبر، الجمعة الماضية، عن اعتقاده بأن اتفاق السلام الجديد بين حكومته وجماعة المعارضة الرئيسية لن ينهار لأنه لم يفرض عليهما مثل الاتفاقات السابقة.

ودعا إلى حوار مع مجلس الأمن الدولي بشأن كيفية تأمين المنطقة من التهديدات والحفاظ على السلام.