أوفدت السلطات الصينية أكثر من مليون مسؤول شيوعي للعيش مع عائلات محلية في منطقة شينغيانغ الغربية، في خطوة ينظر إليها على أنها علامة على تشديد قبضة الحكومة المتزايدة على سكان المنطقة ذات الغالبية المسلمة من أقلية الإيغور.

وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش فإن المسؤولين الصينين بدأوا منذ أوائل عام 2018 بتنفيذ برنامج "استضافة في البيت" بشكل دوري لدى الأسر في شينغيانغ.

وخلال هذه الزيارات، يطلب المسؤولون (الزائرون) من الأسر تزويدهم بمعلومات عن حياتهم وآرائهم السياسية التي تخضع لاحقا لـ "التوجيه أو التلقين السياسي".

وطالبت هيومن رايتس ووتش، الأحد الماضي، الحكومة الصينية بإنهاء هذا البرنامج لأنه "يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان وخصوصيات الأسر وحقوقهم الثقافية المحمية بموجب المواثيق الدولية لحقوق الإنسان".

وقالت كبيرة الباحثات في منظمة "هيومن رايتس ووتش" في الصين مايا وانغ: "جميع الأسر المسلمة الآن في جميع أنحاء شينغيانغ تأكل وتعيش وتنام تحت نظر الدولة الساهرة في منازلها".

وتأتي هذه الزيارات في إطار حملة "الضربة القوية" الهادفة لزيادة أعداد الموظفين الحكوميين في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 11 مليون إيغوري وأقليات أخرى.

لكن يانغ تقول إن هذه الحملة الأخيرة تضاف إلى مجموعة كاملة من الضوابط السائدة الغريبة على الحياة اليومية في شينغيانغ".

وأضافت "ممارسات الصين بإتباع غزو منازل السكان والإقامة القسرية عند العائلات المسلمة ليس انتهاكا لحقوق الانسان الأساسية فحسب، بل تعزز شعور الاستياء بين المواطنين في المنطقة أيضا".

وذكر موقع "سي إن إن" الإنجليزي أن بيانات الحكومة الصينية تؤكد فعالية برنامج "الضيف الشيوعي" في حل المشكلات اليومية والاجتماعية للناس، بدءا من جمع القمامة وحتى الإدمان على الكحول.

ولكن في خطاب ألقاه في ديسمبر الماضي، أوضح مسؤول رفيع في شينجيانغ "الأهمية الاستراتيجية" لهذا المخطط في "الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وتحقيق الأمن الدائم"، وكذلك غرس النظرية السياسية للرئيس شي جينبينغ في أذهان السكان المحليين.

وينظر منتقدو سياسة بكين بشأن الإيغور إلى سيناريو مختلف تماما في شينجيانغ. فبينما تكثف السلطات إجراءات ورقابة صارمة على الأقليات المسلمة هناك، يقول المنتقدون إن الحكومة تنشر "التلقين السياسي القسري" للحزب الشيوعي.

وتقول جماعات حقوقية وأشخاص فروا إلى الخارج إن القيود التي تفرضها الصين على الدين والثقافة وحرية الحركة في شينجيانغ غير مسبوقة، مع تقارير عن اعتقالات واسعة النطاق لأسباب تشمل السفر إلى الخارج أو اعتبار المعتقل شديد التدين.