ربما لم يكن مفاجئا لدى كثيرين إعلان أن إيران خادعت وكذبت بشأن برنامجها النووي، إلى أن أبرمت اتفاقا مع القوى الكبرى عام 2015.

جانب المفاجأة ربما في شخص من كشف عن خداع إيران، والطريقة التي فعل بها، وذلك بعدما أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ببيان مفصل عن البرنامج النووي الإيراني.

البيان الذي ألقاه نتانياهو من مقر وزارة الدفاع بعد اجتماع مع المجلس الأمني، لم يكشف فقط عن استمرار طهران في تطوير برنامجها النووي، لكنه عرض خلاله نسخا من كل وثائق البرنامج وتفاصيله.

والحقيقة أن طموح إيران النووي اتسع بعد ثورة الخميني عام 1979، وعبر أكثر من طريق بذل نظام الملالي في طهران جهوده للوصول إلى التكنولوجيا النووية، حتى عبر السوق السوداء.

وكان من بين النتائج حصول طهران على اليورانيوم الخام من جنوب أفريقيا عام 1984، وفي نهاية هذا العقد أيضا حصلت على أجهزة الطرد المركزي من باكستان.

لكن المحاولات الإيرانية خلال تلك الفترة لم تصل بها إلى مبتغاها، حتى قررت طهران استئناف بناء محطة بوشهر عام 1995 تحت إشراف خبراء روس.

طموح استمر في البناء والتشييد حتى أقامت مفاعلات نووية في أصفهان وأراك لتخصيب اليوارنيوم.

وكانت إيران تحاول إخفاء الحقيقية رغم التقارير التي كشفتها وكالات الاستخبارات الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية عن عمليات تخصيب لليوارنيوم.

أول اتفاق توصلت إليه إيران بشأن برنامجها النووي كان مع الاتحاد الأوروبي عام 2003، لكنه لم يصمد طويلا بسبب مراوغات النظام في طهران، ومحاولات الالتفاف على صلب الاتفاق الذي قضى بوقف تخصيب اليورانيوم وفتح المفاعلات أمام المفتشين.

وفي عام 2006 أعلن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد نجاح بلاده في تخصيب اليورانيوم.

إعلان أثار حفيظة الغرب وقلق دول الجوار من حقيقة النوايا الإيرانية، فنسبة تخصيب اليورانيوم التي وصلت إليها إيران حتى عام 2013 كانت تشير إلى تلك النوايا الخفية، خلافا لما كان يصرح به المسؤولون الإيرانيون بأن البرنامج النووي استحدث لأغراض السلمية.

وظلت إيران تراوغ بشأن نواياها النووية حتى بعد التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 مع الدول الكبرى، وهو ما يدفع الغرب الآن إلى طرح خيار إعادة النظر فيه، مع استمرار المخاوف من حصول إيران مستقبلا على القنبلة النووية.